جمعت 3 وزارات.. جلسة عمل للوقاية من حرائق الغابات والمزارع لصائفة 2024    المنصف باي.. الكشف عن عملية سرقة باستعمال النطر والإحتفاظ بشخصين    كرة اليد.. الترجي يحقق فوزه الاول في بطولة إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس    استكمال تركيبة لجنة إعداد النظام الداخلي بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم    المنستير للجاز" في دورته الثانية"    جندوبة: حجز أطنان من القمح والشعير العلفي ومواد أخرى غذائية في مخزن عشوائي    عبد الكريم قطاطة يفرّك رُمانة السي آس آس المريضة    منوبة: حجز طُنّيْن من الفواكه الجافة غير صالحة للاستهلاك    بنزرت: القبض على تكفيري مفتش عنه ومحكوم ب8 سنوات سجنا    «لارتيستو»...الفنانة خديجة العفريت ل«الشروق».... المشهد الموسيقي التونسي حزين    ابداع في الامتحانات مقابل حوادث مروعة في الطرقات.. «الباك سبور» يثير الجدل    فضيحة في مجلس الأمن بسبب عضوية فلسطين ..الجزائر تفجّر لغما تحت أقدام أمريكا    بعد القبض على 3 قيادات في 24 ساعة وحجز أحزمة ناسفة ..«الدواعش» خطّطوا لتفجيرات في تونس    أخبار الترجي الرياضي .. أفضلية ترجية وخطة متوازنة    وزير الشباب والرياضة: نحو منح الشباب المُتطوع 'بطاقة المتطوع'    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب    القصرين..سيتخصّص في أدوية «السرطان» والأمراض المستعصية.. نحو إحداث مركز لتوزيع الأدوية الخصوصيّة    توقيع مذكرة تفاهم بين تونس و 'الكيبيك' في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية    هزيمة تؤكّد المشاكل الفنيّة والنفسيّة التي يعيشها النادي الصفاقسي    تعاون تونسي أمريكي في قطاع النسيج والملابس    عاجل/ محاولة تلميذ الاعتداء على أستاذه: مندوب التربية بالقيروان يكشف تفاصيلا جديدة    معرض تونس الدولي للكتاب يعلن عن المتوجين    ماذا في اجتماع وزيرة الصناعة بوفد عن الشركة الصينية الناشطة في مجال إنتاج الفسفاط؟    عاجل/ هذا ما تقرّر بخصوص زيارة الغريبة لهذا العام    المعهد الثانوي بدوز: الاتحاد الجهوي للشغل بقبلي يطلق صيحة فزع    عاجل/ تعيين مديرتين عامتين على رأس معهد باستور وديوان المياه    النادي البنزرتي وقوافل قفصة يتأهلان إلى الدور الثمن النهائي لكاس تونس    حالة الطقس خلال نهاية الأسبوع    الوضع الصحي للفنان ''الهادي بن عمر'' محل متابعة من القنصلية العامة لتونس بمرسليا    لجنة التشريع العام تستمع الى ممثلين عن وزارة الصحة    سيدي بوزيد: وفاة شخص وإصابة 5 آخرين في اصطدام بين سيارتين    تخصيص 12 مليون م3 من المياه للري التكميلي ل38 ألف هكتار من مساحات الزراعات الكبرى    عاجل/ كشف هوية الرجل الذي هدّد بتفجير القنصلية الايرانية في باريس    عاجل/ انتخاب عماد الدربالي رئيسا لمجلس الجهات والأقاليم    الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية: 100 عارض وورشات عمل حول واقع الفلاحة البيولوجية في تونس والعالم    انطلاق معرض نابل الدولي في دورته 61    مضاعفا سيولته مرتين: البنك العربي لتونس يطور ناتجه البنكي الى 357 مليون دينار    برنامج الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم    نقابة الثانوي: وزيرة التربية تعهدت بإنتداب الأساتذة النواب.    انزلاق حافلة سياحية في برج السدرية: التفاصيل    تواصل حملات التلقيح ضد الامراض الحيوانية إلى غاية ماي 2024 بغاية تلقيح 70 بالمائة من القطيع الوطني    عاجل/ بعد تأكيد اسرائيل استهدافها أصفهان: هكذا ردت لايران..    عاجل: زلزال يضرب تركيا    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    توزر: ضبط مروج مخدرات من ذوي السوابق العدلية    كلوب : الخروج من الدوري الأوروبي يمكن أن يفيد ليفربول محليا    بطولة برشلونة للتنس: اليوناني تسيتسيباس يتأهل للدور ربع النهائي    انتشار حالات الإسهال وأوجاع المعدة.. .الإدارة الجهوية للصحة بمدنين توضح    المنستير: ضبط شخص عمد إلى زراعة '' الماريخوانا '' للاتجار فيها    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل أن تشرق شمس الصيام
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

أيام قليلة وتشرق علينا شمس الصيام .. أيام معدودة وينزل بنا ضيف عزيز على قلوبنا طالما انتظرناه وزاد شوقنا إليه فليت شعري هل نوفق لإدراكه فنكون من الفائزين أم يوافينا الأجل فنصبح من المحجوبين؟!
أحبتنا الكرام... ونحن على عتبة شهر رمضان ما أحوجنا إلى أن نقف بعض الوقفات الهامة، وقفات نتذكر فيها بعض ما ينبغي عمله خلال هذا الشهر فنتعرف على جوانب الاستعداد للضيف الكريم وعادة الكريم احسان الوفادة.
الوقفة الأولى: الدعاء ببلوغ رمضان:كان بعض السلف رحمهم الله يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان وبعد رمضان يدعون الله ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم ما عملوه في ذلك الشهر...ولنا أن نسأل لماذا هذا الدعاء وذلك الحرص البالغ على بلوغ رمضان؟
ونقول : أن بركة هذا الشهر العظيمة، وما فيه من مضاعفة للحسنات هو ما دفع السلف الصالح رحمهم الله إلى مواصلة الدعاء بالبلوغ ستة أشهر، ثم الدعاء بالقبول بقية العام وهو ما ينبغي أن يدفعنا إلى ذلك؛ تأسيا بهم، إضافة إلى ما نعلم من نصوص الشرع الواردة في فضل رمضان، فندعو الله أن يبلغنا رمضان، ويعيننا على إدراكه وصيامه وقيامه؛ لأنه: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأن: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري ومسلم.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأن: «عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ» رواه الترمذي وأبوداود وابن ماجة والدارمي وأحمد.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأن: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» رواه أحمد والدارمي والترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأن: «لِلِصَائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ لا تُرَدُّ» رواه أحمد وصححه الحاكم والبوصيري.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأنه شهر القرآن، وشهر الإنفاق، وشهر المغفرة، وشهر الذكر، وشهر صلة الأرحام، وشهر أعمال الخير المتنوعة.
الوقفة الثانية: تهيئة أهل البيت لاستقبال الشهر: أخي المسلم: يعجبنا ذلك الحرص منك على اهلك وابنائك فأنت تنفق على الجميع في موسم المدارس فتعد لهم ما يحتاجون إليه وفي العيد تجلب لهم الملابس الجديدة وعند حلول الشتاء تجلب ما يدفئ المنزل والابدان إضافة إلى حرصك على توفير المأكل والمشرب فأنت مشكور في هذا كله. لكن هل أعددت أهلك وأبناءك لاستقبال هذا الشهر؟ بتوفير الكتاب الذي يبين أحكام الصيام. وتوفير الأشرطة المفيدة فيتعلم آهل البيت من زوجة وابناء وبنات وخدم ما ينفعهم ويفيدهم ويزيد أيمانهم ويحيي قلوبهم.
الوقفة الثالثة: دورك الإيجابي في الحي والمسجد:أخي المسلم: أننا ننتظر منك دورا عظيما ومبادرات إيجابية خلال هذا الشهر تحولك من مسلم عادي يهتم بخاصة نفسه إلى داعية إلى الله يأخذ بنواصي العباد إلى الله تعالى. قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)} (سورة فصلت). وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: «لأنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» رواه البخاري.
أخي المسلم: أنت أعلم بنفسك، وأدرى بمواهبك وقدراتك، فحريّ بك أن تسخر تلك الطاقات والمواهب في الدعوة إلى الله فان كنت طالب علم فحريّ بك أن تساهم بإلقاء كلمة أو موعظة أو درس علمي تنفع به المصلين وأن كنت حافظا لكتاب الله أو مجيدا لتلاوته فما أجمل أن تلقن القرآن وتعلمه لكبار السن أو لابناء الحي محتسبا الأجر في ذلك: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري.
أما أن كنت صاحب موهبة ثقافية، أو تحسن استعمال جهاز الكمبيوتر؛ فحري بك أن تساهم بإعداد المسابقات الثقافية الهادفة التي تفيد بها أهل البيت رجالهم ونساءهم وصغارهم كما تقوم بكتابة الفوائد والملصقات تذكرة للمصلين: و»لا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا» رواه مسلم.
أخي المسلم: ربما تكون لديك أعمال كثيرة تمنعك من المشاركة بنفسك أو ممن جلله الحياء ومنعه الخجل عن الظهور أمام الناس فهل يصعب عليك تقديم [ورقة عمل] أو جملة من الاقتراحات والوسائل النافعة مكتوبة مدروسة تحمل أفكارا قابلة للتنفيذ خلال هذا الشهر المبارك بحيث تكون شاملة لجميع طبقات المجتمع رجالا ونساء شبابا وشيبا بنات وبنين فمتى ما قمت بهذا العمل رجونا أن يتحقق فيك قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ» رواه الترمذي وأحمد .
أخي المسلم: ربما لا تتوفر فيك ما تقدم من صفات ومواهب حتى تنفع بها أهل حيك أو جماعة مسجدك لكنك تملك المال فساهم به وانفقه في سبيل الله فتذكر قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272)} (سورة البقرة).
واعلم رعاك الله أن مشاريع الخير في شهر رمضان كثيرة متنوعة فحري بك أن تكون لك مساهمة في أكثر من عمل خيري فالمئة أو الآلف ريال التي نويت إنفاقها في باب واحد من أبواب الخير اجعلها في اكثر من مشروع خيري حتى ينتفع بها كثير من المسلمين، فجزء من ذلك المبلغ تسد به جوعة فقير أو مسكين، والثاني تكسو به عريانا، والثالث تجعله لدعم أنشطة حلقة القرآن في مسجدك... وهكذا، ولا تنس هذه الآية: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)} (سورة سبأ).
ختاما: نسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن يوفقنا لصيامه وقيامه؛ إيماناً واحتساباً، وأن يجعله شهر خير على جميع المسلمين آمين.
----------------------------------------------------------------
في آداب صلاة الجمعة
* بقلم: سالم زيتون
(ملولش المهدية)
الحمد لله الذي شرّفنا معشر المؤمنين بندائنا ب {يا أيها الذين آمنوا...} وأكرمنا بأمرنا بالسعي الى المساجد عند النداء... فقال في كتابه العزيز: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله...} وأشهد أنه الله الذي لا إلاه إلا هو، يبسط فضله في ساعة من يوم الجمعة لفضلها وشرفها. فلا يسأله مؤمن فيها شيئا إلا أتاه إياه وهو ذو الفضل العظيم...
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أحرص الناس على أداء الجُمع والجماعات وإن صادفت الجمعة يوم عيد. جاء في هديه صلى الله عليه وسلم: «اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه عن الجمعة وأنّا مجمّعون» وإن أفاد الحديث الترخيص لمن صلى العيد مع الإمام ترك الجمعة.
اللهم صل وسلم على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واقتدى به الى يوم الدّين...
اتقوا الله بالسعي الى بيوت الله واذكروه فيها كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا تفوزوا بالانتساب الى من نزل فيهم قوله تعالى: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله...} واعلموا ان يومكم هذا (الجمعة) هو خير أيام الاسبوع وأفضلها على الاطلاق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة...» وعن أبي لبانة البدريّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيد الايام يومُ الجمعة وأعظمها عند الله، وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الاضحى. وفيه خمس خصال: خلق عز وجل فيه آدم عليه السلام وأهبط الله تعالى فيه آدم الى الارض. وفيه توفّى الله تعالى آدم وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أتاه الله تعالى إياه، ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة. ما من ملك مقرّب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة...
* ثواب
واعلموا أن الله تعالى شرع لكم في يوم الجمعة الغسل والسواك والتطيّب ولبس أحسن الثياب لما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اغتسل يوم الجمعة واستاك ومسّ من طيب، إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد. فلم يتخط رقاب الناس حتى ركع ما شاء أن يركع ثم أنصت اذا خرج الإمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته كان كفّارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها.
واحرصوا على زيادة الثواب بالتبكير الى صلاة الجمعة فإن التبكير اليها يزيد في الثواب ويعرّض المبكر لنفحات الله ولعطائه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة (أي كما يغتسل من الجنابة) ثم راح في الساعة الاولى فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة. فاذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر»... فعلى قدر سعيكم وحرصكم ومثابرتكم على الحضور في الساعات الاولى وعلى حسن الاستماع والاداء يكون العطاء والثواب وما تقدموا لانفسكم تجدوه عند الله.
ومن حسن الاستماع الى الخطبة عدم الكلام أثناءها ولو بمعروف قال عليه الصلاة والسلام فإذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت... (واللغو الكلام الذي لا ثواب فيه وقيل الإثم والباطل).
ومن حسن التصرف لمن دخل المسجد لأداء الصلاة ألاّ يتخطّى الرقاب لما روي أن رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يتخطّى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: اجلس فقد أذيْتَ وأنيتَ».
* فضل
ومن المشروع صلاة ركعتين عند الدخول الى المسجد على أن يكون الوقت وقت كراهة عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء أحدكم المسجد فليُصلّ سجدتين قبل أن يجلس»... أما إذا كان دخول أحدكم المسجد بعد صعود الإمام على المنبر فلا يصلّهما لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد والإمام يخطب فلا صلاة ولا كلام حتى يفرغ الإمام... غير أن الشافعية والحنابلة أجازوا صلاة ركعتين خفيفتين وقد اعتمدوا في ذلك على ما رواه جابر رضي الله عنه قال: دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: صلّيت؟ قال: لا، قال: فصلّ ركعتين... ويستحبّ لكم في يوم عيدكم هذا (الجمعة). الاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة ويومها قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ. قالوا: يا رسول الله وكيف تُعرض عليك وقد أرمْتَ (يعني بليت). فقال: إن الله عز وجل حرّم على الارض أن تأكل أجساد الانبياء...
عباد الله، علمتم ما لصلاة الجمعة من الفضل، فاحرصوا على أدائها وأكثروا من الدعاء فيها عسى أن يصادف الدعاء ساعة من ساعاتها المباركة فتفوزوا بالمطلوب وتنالوا المرغوب وتأكدوا أن أصدق الكلام وأحلاه على الدوام كلام ذي الجلال والاكرام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}.
----------------------------------------------------------------
الصلاة على النبي ص
لقد أمرنا الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم بالصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما}.
* الاحزاب: 56
والامر في هذه الآية مطلق غير مقيّد بوقت من الاوقات. وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلّوا عليّ». ويمكن القول ان الامر بالصلاة على النبي في قوله صلى الله عليه وسلم: «ثم صلّوا عليّ» يشمل المستمع والمؤذن معا، والصلاة على النبي من المؤذن عقب الاذان ما هي إلا طاعة لله سبحانه وتعالى، وامتثال لأمره عز وجل، كما هي امتثال لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أجل ذلك زاد بعض الخلف الصلاة على النبي عقب الاذان وقالوا إنها بدعة مستحسنة فإنه لم يرد في السنة ما يمنعها، وعموم النص يقتضيها، وجاء في كتاب «الدرر المختار شرح تنوير الابصار» من كتب الحنفية أن التسليم بعد الاذان حدث في ربيع الآخر سنة 781 ه في عشاء ليلة الاثنين، ثم يوم الجمعة، وبعد عشر سنين وهو بدعة حسنة... والله أعلم.
--------------------------------------------------------------
مواطن رفع الأيدي بالدعاء
الدعاء في القنوت وفي الاستسقاء مما ثبت فيه رفع اليدين وغير ذلك لا نعرف فيه ثبوتا خاصا، ولكن ثبت عن النبي ص أنه ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى السماء فذكر في هذا الحديث أنه يدعو ربه وهو مسافر ويرفع يديه، ولهذا يرى كثير من العلماء استحباب رفع اليدين عند الدعاء وأما حديث مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فهو ضعيف ومن قبله من العلماء أجاز للانسان أن يمسح وجهه بيديه بعد الدعاء وفي ردّ هذا الحديث ورأى أن ضعفه لا يوصل الى جواز العمل به لم ير ذلك سنّة.
------------------------------------------------------------
الدعاء المستجاب
اللهم أعنّا على صوم رمضان وقيام رمضان والتصدّق في رمضان وحسن عبادتك وشكرك وحمدك في رمضان. اللهم اجعله شفيعا لنا يوم نلقاك وأجرنا بصومه من حرّ النار ولهيبها واجعلنا من الذين أنعمت عليهم بدخول الجنة من باب الريّان وأنعم علينا بخلع الرضوان يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين.
------------------------------------------------------------
آثروا ما يبقى على ما يفنى
بقلم : يونس بن يوسف (مربّ بسيدي عامر)
* قال الرحمان الرحيم : {فأمّا الّذين آمنُوا وعملُوا الصّالحات فهُم في روضة يُحبرون} (الروم : 15).
* إن في الحوادث الجارية والبلايا النازلة ما يعطف القلوب على القلوب ويحرّك من كان في صدورهم ذرّة من الايمان الى التراحم والتعاون وتفريج الكروب عن المحرومين والتنفيس عن المنكوبين وتخفيف الآلام عن المرضى والجرحى والمصابين.
* كان السلف الصالح رضوان الله عنهم يتعاونون في السرّاء والضرّاء ويتضامنون في النعماء والبأساء حتى ينسى الفقير حاجته والملهوف لهفته، فعاشوا متحابين متآخين، قلوبهم صافية وأرواحهم زاكية.
* قال أحد الشعراء الفطاحل :
واعلم بأن كنوز الارض من ذهب
فاجعل كنوزك من برّ وايمان
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
جاء رجل الى النبي ص فقال : إني مجهود! فأرسل النبي الى بعض نسائه، فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي الا ماء! ثم أرسل الى الأخرى فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي الا ماء! ثم أرسل الى الباقيات فقالت كل واحدة منهن : لا والذي بعثك بالحق ما عندي الا ماء! فقال النبي عليه صلوات الله وسلامه لأصحابه : من يضيف هذا الليلة؟ فقال رجل من الانصار : أنا يا رسول الله. فانطلق الى رحله وقال لامرأته : أكرمي ضيف رسول الله فقالت : ليس عندي الا قوت صبياني، قال : فعلّليهم، واذا أرادوا العشاء فنوّميهم، واذا دخل ضيفنا فاطفئي السراج وأريه أنّا نأكل معه.
فقعدوا وأكل الضيف حتى شبع وباتا طاويين، فلما أصبح الصباح غدا الأنصاريّ على النبيء ص فقال له : لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما البارحة.
هذه قصة من قصص الإيثار الذي تجلى في أصحاب رسول الله وسجله الله لهم في كتابه العزيز.
* قال الملك القدّوس : {ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يُوق شُحّ نفسه فأولئك همُ المفلحون} (الحشر: 9).
* المؤمن الذي يعين أخاه على فعل الخير فالله في عونه.
* قال الصادق الأمين : «من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته، ومن أحبّ آخرته أضرّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى» (أحمد والحاكم).
* وسديد قول أحد الشعراء :
أعين أخي أو صاحبي في بلائه
أقوم اذا عضّ الزمان وأقعُدُ
* إن كل فرد من أفراد المجتمع (وخاصة الموسرين) مدعو الى التضامن والتكافل مع أخيه وذلك بمد يد المساعدة اليه في المناسبات الدينية والوطنية (شهر رمضان، الأعياد والمواسم، العود الى المدارس، التبرع بالدم، الكوارث الطبيعية...).
* قال سيد الأنام ص :
«من نفّس عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامه، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه» (حديث شريف).
* قال جلّ شأنه : {قد يعلم الله المعوّقين منكُم والقائلين لإخوانهم هلُمّ الينا ولا يأتون الباس الا قليلا} (الأحزاب : 18).
* وقال الرحمان الرحيم : {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنُحييَنّه حياة طيّبة ولنجزينّهم أجرهُم بأحسن ما كانوا يعملون} (النحل : 97).
* قال الفرزدق :
أخاك، أخاك أنت، فاعلم جناحه
وهل ينهض البارزي بغير جناح
يمضي أخوك فلا تلقى له خلفا
والمال بعد ذهاب المال مُكتسب
* وقال معن ابن زائدة :
كونوا جميعا يا بنيّ اذا اعترى خطب
ولا تتفرّقوا أفرادا
تأبى العصيّ اذا اجتمعن تكسّرا
واذا افترقن تكسّرت آحادا
* وكان الصحابة الأجلاء يحسنون الى الجار الكافر، فقد روى البخاري في الأدب المفرد أن عبد الله بن عمرو لمّا ذبحت له شاة أمر أن يُهدى منها لجاره الكافر.
* ويحصل الإكرام بإيصال ضروب الاحسان الى الآخرين بحسب الطاقة كالهدية والسلام وطلاقة الوجه عند لقائه وتفقّد حاله، ومعاونته في ما يحتاج اليه وموعظته بالحسنى والدعاء له بالخير وصلاح الحال.
* إن الإكرام من خلُق الأنبياء والرسل الكرام ومن شمائل المقرّبين وقد ذكرها عزّ وجلّ لنبيه الخليل على أنها مكرمة من مكارم الأخلاق السامية.
* قد يكون الضيف النازل من أهل الحضر لا يملك ما يشتري به قوته ولا ما ينزل به في الفنادق، وقد يكون الضيف النازل على أهل البادية يحمل معه زادا يكفيه وبيتا يقيمه ويرسيه، ففي هاتين الصورتين تكون الضيافة ضرورية.
* فعلى الضيف أن يكون خفيف الظل، خفيف السؤال، لطيف الطلب، محافظا على آداب الضيافة، مراعيا حُرمة المنزل الذي يضيفه.
وحصيف قول الطائي :
أضاحكُ ضيفي قبل انزال رحله
ويخصبُ عندي والمحلّ جديبُ
ما الخصبُ للأضياف أن يكثر القرى
ولكنّما وجه الكريم خصيب
وسديد قول عروة بن الورد :
فراشي فراش الضيف والبيت بيتُه
ولم يُلهني عنه غزال مقنّع
أحدّّثه إن الحديث من القرى
وتعلمُ نفسي أنه سوف يهجع
أمّا المعرّي فهو يشير علينا بأن نكرم النّزيل (مع ملازمة الاحتياط).
أكرم نزيلك واحذر من غوائله
فليس خلّك عند الشرّ مأمونا
تنام أعين قوم عن ذخائرهم
والطالبون أذاهُم ما ينامونا
قال الأديب «ميخائيل نعيمة» :
يكون الضيف ذهبا ثم فضّة ثم حديدا
* قال الحليمُ الغفور :
{ويُطعمون الطعام على حُبّه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنّما نُطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} (الانسان : 8 و9).
--------------------------------------------------------------
رؤية النبي ص في المنام
* السؤال : هل يرى الرسول ص في الدنيا وكذلك يُرى رب العزة تبارك وتعالى في المنام في الدنيا؟
* الجواب : رؤية النبي ص في المنام جائزة، والنبي ص أخبر بأن من رآه في المنام على شكله الحقيقي فقد رآه، لأْن الشيطان لا يتمثل به، أما اذا رآه على غير شكله ص فإنه لم يره لأن الشيطان قد يأتي على شكل آخر ويوهم الرائي بأنه هو النبي ص كما ذكر بعض الذين يأتون الينا يسألون بأنهم قد رأوا النبي ص حليق اللحية، او عليه غطرة وعقال او نحو ذلك، وهذا كله ليس من هيئة النبي ص ولهذا نعرف ان هذا الرجل الذي يقول رأيت النبي ص بهذا الشكل لم يره لأنه لم يره على شكله الحقيقي الذي وصف به ص.
------------------------------------------------------------
سورة وأرقام: التوبة
* عدد الآيات : 129
* عدد الألفاظ : 2506
* ترتيب المصحف : 9
* ترتيب النزول : 113
* نزلت بعد سورة : المائدة
* العائدية : مدنية
* الملاحظات : الآيتان 128 و129 مكيّتان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.