ممّا لا شكّ فيه أن مهاجم لانس الفرنسي المتألق والذي أدار الرقاب في مختلف الملاعب عصام جمعة كان من العناصر الوطنية التي تألقت في مباراة أول أمس ضد منتخب التشاد لما تميز به من إمكانات كبيرة . «الشروق» تحدثت إلى عصام الذي وجدته في حالة انتشاء قصوى وفرحة عارمة تقاسمها في نهاية المباراة مع جمهور «فيراج» الملعب الأولمبي بسوسة فكان الحديث الخاطف معه كالتالي: لنبدأ بالمباراة.. كيف عشتها فوق الميدان؟ هي مباراة هامة بالنسبة للمنتخب التونسي وأهميتها تكمن في نقاطها الثلاث ولأجل ذلك كنا مطالبين بالسيطرة والتهديف... الحمد لله توفقنا في تحقيق انتصار عريض وسجلنا خماسية وكان بإمكاننا إضافة أهداف أخرى لولا خشيتنا من الاحتكاك والإصابات وبالتالي التفكير في المباراة القادمة وما تتطلبه من تواجد جميع اللاعبين في التشكيلة الأساسية من أجل إضافة انتصار آخر. رغم ضعف المنافس أضعتم أهدافا كانت عملية تسجيلها أسهل بكثير من إضاعتها؟ بعد الاطمئنان على النقاط الثلاث والحصيلة المحترمة كان لزاما علينا كلاعبين أن نحتاط من الإصابات أمام منتخب التشاد الذي بقطع النظر عن مستواه الفني لاح باندفاع بدني مبالغ فيه في بعض الأحيان وهو ما دفع بنا إلى توخي الحذر خاصة في الشوط الثاني. بالنظر إلى حجم السيطرة التي فرضتموها على المنتخب التشادي هل ترى أن فوزكم بخماسية نتيجة عادلة؟ عكس ما يعتقده البعض فإن دفاع المنتخب التشادي ليس ضعيفا ولكننا فرضنا عليه نسقا لم يقو على مجاراته لا أكثر ولا أقل عموما نجحنا في التهديف في خمس مناسبات وضمنا النقاط الثلاث وأعتقد أننا أدينا واجبنا على الوجه الأكمل. كلما سجل عصام جمعة في المقابلة الرسمية إلا وتألق المنتخب ماذا عن هذه الحقيقة التي تجلت مرة أخرى؟ العلاقة بيني وبين الشباك تعود إلى يوم 2 سبتمبر 2005 عندها تذوقت شباك المنتخب الكيني في نيروبي وفزنا (20) وهذا الانتصار فتح أبواب التأهل لمونديال 2006 بألمانيا وكل ما أتمناه هو أن تكون خماسية (أول أمس) أمام منتخب التشاد فاتحة خير ويتأهل منتخبنا إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012. مشاركتك في هذه المقابلة لم تتأكد إلا خلال الحصة التدريبية الأخيرة.. أليس كذلك؟ صحيح أني التحقت بتحضيرات المنتخب وأنا أشكو إصابة خفيفة لكن استباقي إلى وطني تونس خاصة بعد الثورة المجيدة هو الذي جعلني أكثر حرصا على المشاركة في هذه المباراة وأقدم ما من شأنه أن ينفع المنتخب في هذه المحطة من التصفيات وخاصة إسعاد الجمهور الرياضي... بعبارة أوضح «حبيّت نكون مع الأولاد في سوسة. أكيد أن الأوجاع قد عاودتك في الشوط الثاني؟ بالفعل لكن دون أي خطورة تذكر من ذلك أني غادرت الميدان بعدما حسمت نتيجة اللقاء. عند إعلان الحكم عن انتهاء المباراة ركضت مباشرة باتجاه «الفيراج» ورميت بقميصك إلى الجمهور، ماذا نقرأ من وراء هذه الحركة؟ صدقني لقد أبهرني جمهورالنجم الساحلي بتشجيعاته التلقائية البعيدة كل البعد عن الألوان وهو ما شحذ عزائمنا وساهم من موقعه في حصول هذه النتيجة الباهرة لقد تحاملت على أوجاعي وسجلت ثلاثية والفضل في ذلك يعود إلى جمهور النجم الذي انتصر هو الآخر على الجهويات ولرد الجميل لم أجد سوى قميصي الذي أهديته إياه.. صدقني مساندة الجمهور كانت بحق مثالية لينتابني وزملائي شعور غير مألوف وبالمناسبة أقول «برافو» لجمهور سوسة. وعن بقية مشوار التصفيات ماذا تقول؟ سنواصل الدفاع عن حظوظنا بنفس الروح والعزيمة وإن شاء الله سيكون النجاح حليفنا خاصة إذا ما تجاوزنا عقبة المالاوي بسلام وهذا في اعتقادي يتطلب منا الكثير من العمل لتتجسم امالنا وأحلامنا بما يسعد جماهيرنا ويعزز سمعة كرة القدم التونسية.