أحداث اقتصادية واجتماعية وتربوية متسارعة شهدتها صفاقس في بداية هذا الأسبوع تحولت إلى حديث القاصي والداني باستبشار كبير بين الأهالي الذين تتجه أنظارهم في هذه الفترة إلى موعد الباكالوريا .. من أهم الأحداث الوطنية التي شهدتها صفاقس و غيرها من الجهات انتهاء الموسم الدراسي بالنسبة إلى تلاميذ التعليم الأساسي والثانوي بسلام ودون تعطيلات، وهو مصير المدارس الابتدائية التي من المنتظر أن تنتهي دروسها و امتحاناتها نهاية هذا الأسبوع بالنسبة إلى كل التلاميذ والأسبوع القادم بالنسبة إلى تلاميذ السنوات السادسة. وتشير معلوماتنا من الوسط التربوي أن كل الأمور تسير بنسق عادي مما يعني أن الموسم الدراسي الذي يمثل هاجس الجميع سيمر إن شاء الله بسلام بولاية صفاقس التي يجمع العارفون أن شأنها الأمني حقق المطلوب بفضل تكاتف كل الجهات من جيش وحرس وأمن وطني بمعاضدة من الأهالي أنفسهم. ميديبات الحدث الاقتصادي البارز الذي سجلته صفاقس أول أمس الاثنين هو افتتاح الصالون المتوسطي للبناء، وهو أول صالون لصفاقس بعد ثورة 14 جانفي ..الصالون و كعادته جاء في حجم كبير ومن الوزن الثقيل من حيث عدد المشاركين والزوار. وبالإضافة إلى التنظيم المحكم الذي لوحظ في الافتتاح، هيأت الغرفة التجارية والصناعية كل ظروف الراحة والأمن لضيوفها من وفود رسمية وشخصيات ذات صيت عالمي في شؤون الأعمار والهندسة القادمين من الجزائر والمغرب وموريتانيا وفلسطين والعراق واندونيسيا والكونغو الديمقراطية والبينين وغينيا والطوغو ومالي والكامرون ونيجيريا والسينغال وبوركينا وفرنسا وايطاليا وألمانيا والبرتغال هذا إضافة إلى العارضين والزوار. وقد توسعت قائمة الشخصيات والضيوف لتشمل وفدا من اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي يضم وجوها بارزة من السعودية والبحرين وسلطنة عمان والأردن وفلسطين الذين جاؤوا خصيصا لمواكبة فعاليات الصالون في تونس الثورة. ضربة البداية الموفقة للصالون المتوسطي للبناء الذي تحول إلى الحدث الأبرز بصفاقس صاحبه افتتاح شاطئ «تبرورة» بطريق سيدي منصور الذي كان مغلقا في وجوه الأهالي بتبريرات متعددة من أبرزها انه غير صالح للسباحة. الوزير يسبح ولتفنيد هذه المزاعم التي تقول إن البحر ملوث، بادر وزير النقل والتجهيز السيد ياسين إبراهيم بالسباحة أمام العموم في مشهد لم يألفه التونسيون من وزرائهم أصحاب رابطات العنق المزركشة والملونة.. هذا، ومن ناحية أخرى علمت «الشروق» أن بعض المصانع بصفاقس نجحت في نهاية الأسبوع الفارط وبداية هذا الأسبوع في ترويج كميات ضخمة من المواد الاستهلاكية الغذائية بلغت التراب الليبي بكل أمان . ومع تراجع عدد الإعتصامات بمصانع صفاقس ومؤسساتها، لاحظ الجميع عودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية بشكل عادي وتدريجي بالولاية التي يعود لها الفضل الكبير في تدعيم مسار الثورة الشعبية بمسيرة يوم 12 جانفي المشهودة. مجموع هذه المعطيات تحولت إلى حديث القاصي والداني بصفاقس التي انطلق الموسم الترفيهي فيها مبكرا بافتتاح شاطئ تبرورة الذي سيكون له أفضل انعكاس في هذه الصائفة على حياة الصفاقسية الذين حرموا لعقود من شواطئهم نتيجة التلوث ..والمغالطات.