عقد صباح أمس بالعاصمة ندوة صحفية تمّ فيها تقديم مركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي وظروف إحداثه وأهدافه بحضور السيد كمال العيادي الرئيس المؤسس للمركز والسيد الشاذلي العياري (وزير سابق) والسيدة ليليا خطار (محامية) وغيرهم من أعضاء المكتب التنفيذي للمركز الذي يخضع إلى قانون الجمعيات ويصنّف ضمن الجمعيات التنموية. وكشف السيد كمال العيّادي عن أهمية مبادرة ثلة من الاطارات الذين سعوا إلى توظيف خبرتهم للارتقاء بالتنمية الجهوية والمساهمة في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي وبيّن أن تعزيز مقوّمات التنمية بجهة الشمال الغربي ليست سقوطا في الجهوية بمعناها السلبي أو التعصب في تغليب جهة على أخرى وإنما يندرج في اطار الجهوية بمفهوم التقسيم الترابي. فالمنطقة ورغم خصوصياتها الجغرافية والطبيعية وقع تهميشها فمؤشر نسبة النموّ الديمغرافي في الشمال الغربي ومنذ 20 سنة ظلّت سلبية وتراجعت الى حوالي 12٪ وفي مجال الاستثمار لم تحصل المنطقة منذ سنة 1973 الى سنة 2005 إلاّ على حوالي 8.8٪ من مجموع الاستثمار الوطني. واضافة الى النقص والعجز الحاد في الاستثمارات تكشف الأرقام أنه من بين 8 مناطق تشكو أعلى نسبة بطالة في البلاد منها 3 مناطق من الشمال الغربي بالتحديد بالكاف وسليانة وباجة. وطالب السيد كمال العيادي بضرورة أن تعمل الحكومة في المستقبل على إعادة صياغة منوال جديد للتنمية يأخذ بعين الاعتبار التنمية داخل الجهات وايجاد أجندا تتعلق بنشاط فكري اقتصادي ووضع سياسات وبرامج كفيلة باستثمار الموارد أفضل استثمار والارتقاء بأشكال التعبير التي أفرزتها الثورة والتي جاء بعضها محبطا يعطل مسار التنمية. أسف وندم وأعلن الوزير السابق والخبير الاقتصادي الشاذلي العياري بأنه يشعر بالندم وتأنيب الضمير لأنهم كانوا داخل البرلمان يصادقون على مسائل غير مقتنعين بها وحول البون الشاشع بين نسبة الفقر في عهد الرئيس المخلوع التي تمّ تقديمها في حدود 3.8٪ ونسبة الفقر التي قدمتها الحكومة الانتقالية الحالية والتي تجاوزت 25٪ قال: لا يجب الاعتراف بأن الاحصائيات قبل الثورة كانت صحيحة ولكن يتعين علينا التثبت من مدى علمية أرقام وزارة الشؤون الاجتماعية ومزيد التحقّق في مطابقتها للواقع. وتجدر الاشارة إلى أن المركز سيقوم بتنظيم ندوة سنوية تخصّص لعرض رؤية حول المسائل التنموية ذات الأولوية باعتبار خصوصيات المناخ الاقتصادي والسياق الاجتماعي والسياسي الذي تتسم به المرحلة وسيتم تنظيمها بالعاصمة من أجل تمكين العاملين بالخارج من المشاركة فيها والمساهمة في بناء وتطوير المنظومة الاقتصادية بمنطقة الشمال الغربي.