يتجه حزب العدالة والتنمية التركي الى فوز جديد وكاسح في الانتخابات التشريعية التركية التي اجريت أمس الأحد حيث أشارت النتائج الأولية الى حصوله على ما يزيد عن 50 بالمائة من جملة أصوات الناخبين مما يعني فوزه بثالث انتخابات نيابية على التوالي. قالت محطة تلفزيون «هابرترك» ان «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا يتجه لتحقيق «فوز مدو» في الانتخابات البرلمانية بالحصول على 52 في المائة من الاصوات بعد فرز 75 في المائة من بطاقات التصويت. وكانت استطلاعات للرأي قد أشارت في وقت سابق الى أن حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء طيب اردوغان سيحصل على مابين 45 في المائة و50 في المائة من الاصوات هذه المرة. وقالت المحطة التلفزيونية ان «حزب الشعب الجمهوري» المنتمي ل«يسار الوسط» يتجه للفوز بنسبة 18 في المائة في حين سيحصل حزب الحركة القومية اليميني على نسبة 12 في المائة متجاوزا حاجز عشرة في المائة اللازم لدخول الاحزاب للبرلمان. وصوّت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في «مركز مدرسة برهانية» الابتدائية بمنطقة «أسكودار» بالجزء الآسيوي من اسطنبول. واستقبل أردوغان برفقة زوجته، بالترحيب من أهالي المنطقة التي تعتبر تقليديا من الدوائر الانتخابية المؤيدة لحزبه حزب العدالة والتنمية بسبب طبيعة سكانها المحافظين. وبعد الادلاء بصوته، تحدث أردوغان الى الصحفيين قائلا «ان هذا اليوم يوم جميل لتركيا حيث يعبر الشعب عن ارادته من خلال صناديق الاقتراع» واصفا الحملة الانتخابية التي خاضها ب«المتعبة والممتعة في آن واحد». وأضاف أن تركيا «تشهد اليوم على ارادة الشعب في اختيار الحكومة المقبلة» مشيرا الى أن «على الجميع احترام هذه الرغبة». وختم رئيس الوزراء حديثه بالقول ان الأخبار التي تتوافد من جميع أنحاء البلاد تفيد بأن العملية الانتخابية «تسير بشكل سلس ودون أي عقبات». وفي مقابل النبرة التفاؤلية لأردوغان , تعرّض خمسة من أعضاء الحزب التركي الحاكم (العدالة والتنمية) للضرب أمس بعد اتهامهم بمحاولة ادخال بطاقات انتخابية مزيّفة الى مركز اقتراع في أنقرة، بحسب ما افادت وكالة الاناضول للانباء. ووقع الحادث في «ضاحية كيتشيورين» في العاصمة التركية، وذكرت الوكالة ان الشرطة التركية أطلقت النار في الهواء لانهاء الشجار، ونقلت خمسة من أنصار الحزب الحاكم في حافلة، قام برشقها انصار المعارضة بالحجارة. وبعد ذلك هوجمت سيارة أمام مركز الاقتراع، للاشتباه بأنها تحمل بطاقات اقتراع مزيفة، ما دفع الشرطة الى اطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، وقالت الوكالة انه تم احتجاز 14 شخصا. وقد وصف نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» صالح كابوسوز الحادث بأنه «استفزاز» من قبل أكبر قوتين معارضتين هما حزب «الشعب الجمهوري» وحزب «العمل القومي». كما قتل أحد المرشحين للانتخابات التركية في محافظة «زونغولداك» بمنطقة البحر الأسود شمال تركيا. وذكرت شبكة «ان تي في» التركية أن مجهولين أطلقوا أعيرة نارية على مرشح «حزب اليسار الديمقراطي» عن مدينة «زونغولداك» ما أدى الى فقدان حياته بمكان الحادث . كما وقع انفجار في المكتب الانتخابي الى حزب الحركة القومية في اسطنبول الليلة قبل الماضية بعد أن ألقى مجهولون قنبلة «مولوتوف» داخل المكتب. وتوجه أكثر من 50 مليون ناخب تركي الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية للمرة السابعة عشرة. وحسب المراقبين فان الرهان بالنسبة لحزب العدالة والتنمية هو تحقيق أغلبية نيابية كاسحة تسمح له بارساء نظام جمهوري وصياغة دستور جديد للبلاد. وفي حال حصوله على أقل من 330 مقعدا، سيضطر الحزب الى اجراء استفتاء أو الاستعانة بأحزاب أخرى أو التخلي عن مشروعه.