حجر المرسوم الخاص بتكوين نقابات قوات الأمن دعوة هذه النقابات الى الاضراب عن العمل او تعطيل سيره... وفي هذا التحجير دلالة واضحة على خصوصية عمل أعوان الأمن وحساسية المهمات الموكولة اليهم في حالات الحرب كما في حالات السلم. إن المرسوم الرئاسي الصادر الآن قد حدد بدقة عمل نقابات قوات الأمن الداخلي التي تبقى مهمتها الدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية لأعوان الامن ومن حق كل أعوان الامن تبليغ صوتهم عبر نقابات وتحقيق مطالبهم لكن خصوصية عملهم تحتّم فعلا من وجهة نظرنا عدم الدخول في الاضرابات وذلك لا يتعارض مع حقهم في الوصول الى مطالبهم المشروعة. فالأمن حاجة ملحة في حالات الاضطراب وحالات الانفلات كما في حالات الاستقرار والكل يدرك الآن ما معنى ان يكون هناك فراغ أمني وانفلات أمني وغياب لأعوان الامن وغلق للمراكز الامنية... لأعوان الامن مطالبهم، ولأعوان الامن حقوقهم ولأعوان الامن مشاكلهم ونحن نتعاطف معها ونشعر بها... نحن أيضا نريد أن يتمتع أعوان الأمن مثلهم مثل كل الأجراء بحقوقهم وبضرورة تسوية وتحسين أوضاعهم ولكن لا يمكن ان نقبل بدخولهم في اضرابات مفتوحة. الكل يعرف الآن الاوضاع الهشة التي تعيشها بلادنا والكل يدرك ان بلادنا تحتاج الى جهود كل قوات الأمن الداخلي، نحتاج اليوم الى أن نتضامن جميعا لضمان الامن وتحقيق تطبيق القانون... المرسوم عندما حجر الاضراب على قوات الامن الداخلي يدرك جيدا أهمية أن يتواصل دائما عمل أعوان الامن مع المطالبة بحقوقهم كاملة ومع تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية ومع رفع المظالم المسلطة عليهم... كثيرون استغلوا الفراغ الامني لتنفيذ جرائمهم لذلك لا يمكن ان تتكون نقابات قوات الامن الداخلي للدعوة الى الاضراب فهي نقابات لها خصوصياتها وتدرك جيدا قداسة واجب عون الامن.