أكدت تقارير صحفية بريطانية وأمريكية أن المناطق التي باتت خارج سيطرة قوات الاحتلال في العراق تتزايد كل يوم وأن عملية احتواء مناطق المقاومين تظل مهمة صعبة للغاية للأمريكيين مشيرة إلى أن حكومة علاوي باتت تخشى من امكانية فقدانها السيطرة على بغداد نفسها وان اليد العليا للمقاومة العراقية. وقالت صحيفة ال»غارديان» البريطانية ان «المشروع الأمريكي الذي ولد في أذهان المحافظين الجدد الراغبين في حماية اسرائيل يبدو أكثر قتامة مما كان عليه قبل 18 شهرا عندما غزت الولاياتالمتحدة وبريطانيا العراق. مدن بيد المقاومة وأوضحت الصحيفة أنه للمرة الثانية هذا العام تفقد القوات الأمريكية سيطرتها على عدد من معاقل رجال المقاومة الذين لا تعرف عنهم الآن أي شيء باستثناء بعض المعلومات المتضاربة. وأشارت الصحيفة إلى أن المناطق التي تعتبر خارج السيطرة الأمريكية والبريطانية باتت تتزايد كل يوم مما يعني ان تنظيم الانتخابات في موعدها سيكون في حكم المحال. وقالت الصحيفة ان مدينة الفلوجة لم تعد الوحيدة في خروجها عن سيطرة الأمريكيين فهناك معظم محافظة الأنبار وتلعفر ومعظم الأحياء المحيطة بالعاصمة بغداد وخاصة مدينة الصدر والنجف وكربلاء والمناطق الكردية التي صدرت تصريحات عن أحد زعمائها تهدد بالعودة إلى القتال إن لم يتم الحفاظ على هوية مدينة كركوك. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن أحد مستشاري وزير الداخلية في الحكومة العراقية المنصّبة قوله ان «المقاومة لم تعد تعمل في جيوب معزولة وان لدى المقاومين القدرة على التنسيق والاتصال بمختلف المناطق. وأشار مسؤولون في الحكومة العراقية المعيّنة إلى المعارك التي اندلعت في شارع حيفا الأحد الماضي في وضح النهار بين مقاومين وقوات الاحتلال ورجال الشرطة العراقية. وحسب طبيب هناك صار شارع حيفا في يد المقاومة. وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من أن تفقد حكومة علاوي السيطرة على العاصمة العراقية. وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن عملية احتواء المناطق التي يتحصن فيها مقاومون تظل مهمة صعبة للأمريكيين والحكومة العراقية. وأوضحت الصحيفة ان الوضع ليس مقصورا على العاصمة بل على مدن عراقية أخرى حيث لم يعد بمقدور الأمريكيين وحلفائهم دخولها أو المجازفة بذلك، فعندما دخل الأمريكيون مدينة سامراء وخرجوا منها جاء مقاومو الفلوجة وأعادوا احتلالها. المشكلة... هي الاحتلال ورأى محللون أنه في حال انسحاب الأمريكيين فلن يكون بمقدور علاوي أن يكون «ملكا» على بغداد ولكن على المنطقة الخضراء التي يحميها الأمريكيون. ورأى آخرون أن المشكلة هي في وجود قوات الاحتلال ودعوا إلى ضرورة زيادة دور الأممالمتحدة في العراق في الوقت الذي يتم فيه تخفيف حدة ظهور البريطانيين والأمريكيين في الشوارع العراقية. واعتبر محلل في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن ان مستقبل العراق يثير التشاؤم داعيا إلى إعادة النظر في مهمة القوات البريطانية في الجنوب لأنها غير محصنة من الهجمات. وسخر المحلّل من الانتخابات في جانفي المقبل وقال ان أية فكرة عن ديمقراطية قريبة في العراق مثيرة للسخرية. ويرى الباحث ان السيناريو المحتمل في العراق هو بقاء الأمريكيين والبريطانيين لدعم نظام دكتاتوري وليس ديمقراطي هناك. واعتبر ان بقاء قوات الاحتلال يعني حماية الحكومة المعينة وأن انسحاب الأمريكيين والبريطانيين يعني انتصار المقاومة.