مع تزايد عمليات المقاومة في بغداد باتت حكومة اياد علاوي المعينة مهددة بفقدان السيطرة على العاصمة تدريجيا، الامر الذي يجعل بقاءها موضع شك. وقال عدد من أهالي شارع حيفا وهو من الشوارع الرئيسية ويقع في قلب العاصمة العراقية: ان رجال الشرطة العراقية باتوا يتجنبون الدخول الى هذا الشارع وان رجال المقاومة يبسطون سيطرتهم عليه متى شاؤوا من غير ان يجدوا من يردعهم مؤكدين ان رجالا مسلحين يدخلون الى الشارع في ساعات الفجر الاولى ويتناولون افطارهم عند احد الاكشاك ويتجولون بأسلحتهم على مرأى من رجال الشرطة الذين يتجنبون الاحتكاك بهم. ونقلت صحيفة «أخبار الخليج» البحرينية عن الشاب اكرم عبد الرزاق (32 عاما) الذي يسكن في احدى العمارات السكنية في الشارع قوله: لقد بات منظر رجال المقاومة وهم يدخلون الشارع امرا مألوفا بالنسبة إلينا بل انهم اخذوا يلقون التحية علينا ويطمئنوننا بأننا لسنا هدفا لهم مضيفا: إننا اخذنا نشاهد سير المعارك التي تجري في الشارع من خلال نوافذ شققنا وان سكان المنطقة باتوا يتعاطون مع رجال المقاومة اكثر من تعاطيهم مع رجال الشرطة. واضافة الى شارع حيفا فقد اصبحت مدينتا الصدر وهي اكبر الاحياء السكنية في بغداد حيث تضم اكثر من 3 ملايين مواطن عراقي والاعظمية وهي من اهم واقدم احياء العاصمة خارج سيطرة الحكومة، فمدينة الصدر مغلقة بولائها للسيد مقتدى الصدر ولا تجرؤ الشرطة العراقية على تفتيش اي من بيوتها الا بحماية قوات الاحتلال اما الاعظمية فهي مغلقة لأنصار الرئيس صدام حسين ولحزب البعث وان معظم أهاليها يدينون بفتاوى هيئة علماء السنة التي تتخذ مواقف متصلبة ضد الاحتلال. تشكل مدينتا الصدر والاعظمية وشارع حيفا اكثر من ثلث العاصمة من حيث المساحة واكثر من نصفها من حيث عدد السكان، الامر الذي يجعل اي انتخابات قادمة امرا ان لم يكن مستحيلا فانه مشكوك بنجاحه. أما مدن العراق الاخرى فقد أصبحت ست منها خارج سيطرة الحكومة العراقية نهائيا وهي الفلوجة والرمادي والنجف وتلعفر وبعقوبة فضلا عن المحافظات الكردية التي تهدد بحرب ضد الحكومة والانفصال عن العراق في حالة عدم الاعتراف بعائدية كركوك لاقليم كردستان. ودفع الوضع المتفجر في العراق وفقدان الحكومة لسيطرتها على اجزاء مهمة من البلاد حكومة علاوي الى اعلان استثناء ما وصفتها ب (المناطق المتوترة) من العملية الانتخابية، الامر الذي يفسّره المراقبون بأنه اعتراف صريح بعجز الحكومة وقوات الاحتلال عن بسط نفوذها على مدن المقاومة التي ستظل خارج قوانين المحتلين وحكوماتهم!