أفادت مصادر عسكرية وطبية يمنية أمس بأن أكثر من 80 بين جنود وضباط قتلوا في المعارك الدائرة مع تنظيم القاعدة في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية. وحسب المصادر ذاتها فإن عناصر «القاعدة» الذين سيطروا على مدينة زنجبار ودخلوا في مواجهات عنيفة مع القوات اليمنية منذ نهاية شهر ماي الماضي، استولوا على عتاد عسكري متنوّع لدى مهاجمتهم مقرات أمنية وعسكرية. وأكد أحمد غالب الرهوي المسؤول الحكومي بمحافظة أبين ان مقاتلي القاعدة استولوا على دبابتين وناقلات جند ومركبات عسكرية تحمل رشاشات ثقيلة. وأقرّ المسؤول ذاته بأن عناصر تنظيم «القاعدة» في تزايد مستمر، ففي بداية المواجهات كانوا حوالي 200 عنصر والآن يناهزون ال 500. وتابع ان مقاتلي القاعدة تجمعوا من كل حدب وصوب وأتوا الى زنجبار من محافظات صنعاء والجوف (شمالا) ومأرب (وسطا) وشبوة (جنوبا)، وبينهم باكستانيون وليبيون وسعوديون. ولا تزال المعارك مستمرة بين كرّ وفرّ فيما أعلن الجيش اليمني أنه عازم على تطهير المدينة من «القاعدة» وأنه سيعتمد على استراتيجية حرب العصابات لأن تنظيم «القاعدة» لا يواجه عادة مواجهة مباشرة بل يعتمد على نصب الكمائن. وتشير احصائية رسمية الى أن عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش اليمني بالعشرات (86 قتيلا على الاقل وأكثر من 200 جريح) أما عدد القتلى في صفوف القاعدة فتجاوز 60 قتيلا وحوالي 90 جريحا. وتؤكد مصادر عسكرية يمنية ان تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية يسعى الى إقامة إمارة إسلامية في الجنوب اليمني وهو يوسّع عملياته باتجاه مدن أخرى. المبادرة الخليجية على صعيد آخر ذكرت صحيفة «أخبار اليوم» اليمنية أمس ان اللواء علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني والمنشق عنه بحث مع مسؤولين غربيين عملية انتقال سلمي للسلطة وإحياء المبادرة الخليجية. وفي الوقت الذي دخلت فيه الحركة الاحتجاجية في اليمن شهرها الخامس، أكدت شخصيات من المعارضة اليمنية ان جهود حلّ الأزمة السياسية فشلت بعد ان رفض القائم بأعمال الرئاسة عبد ربه منصور الحديث مع ائتلاف المعارضة حول نقل السلطة سلميا بدعوى انشغاله بحل أزمة الوقود ووقف اطلاق النار وتردي الوضع الأمني في عدة مدن يمنية.