في حين يتواصل الاضراب المفتوح لأعوان اتصالات تونس كما يتواصل اضراب أعوان التونسية للتموين دخل أعوان الديوانة في اضراب مفتوح وأعلن عمّال وأعوان سوق الجملة اعتصامهم المفتوح. اضرابات واعتصامات مفتوحة ومغلقة في كل مكان وفي مواقع عمل عديدة.. السؤال الذي يطرح الآن: هل نحتاج فعلا الى كل هذه الاعتصامات والاضرابات المفتوحة والمتواصلة حتى نعلن عن مطالبنا. هل أن النضال وتحقيق المطالب لا يتمّ إلا بالاضراب المفتوح فقط وبالاعتصامات العشوائية وبغلق أبواب المؤسسات والمصانع.. ليس الموضوع هنا هو الحديث عن مشروعية المطالب المرفوعة.. فمن حق كل العمال رفع مطالبهم ومن حق كل العمال الدفاع عن حقوقهم لكن ليس من حق العمال غلق المؤسسات والاعتصام أمام أبواب المصانع وتعطيل سير النشاط الاقتصادي وحركة العبور.. ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن هذا الموضوع ولن تكون على ما يبدو المرة الأخيرة التي نؤكد فيها أننا نعيش وضعا اقتصاديا هشّا يتطلب منا جميعا العمل. لن تتحقق المطالب بالفوضى وبالاعتصامات والاضرابات العشوائية.. المطالب تتحقق بالمفاوضات وبتحكيم صوت العقل.. المفاوضات والحوار لا يعني التعدّي على المطالب.. واجبنا جميعا انقاذ وطننا وانقاذ اقتصادنا.. واجبنا جميعا انقاذ مؤسساتنا والعمل على المحافظة على مواطن الشغل وعلى رزق هذا الشعب. من حقّنا المطالبة بالحقوق من حقّنا تحسين أوضاعنا المهنية والمادية ولكن يجب أن نحترم جميعا الوطن والقانون.. الآن تحولت الاعتصامات العشوائية وغلق أبواب المصانع أمام العمال وغلق الطرقات وتعطيل حركة السير أمر يحتاج منّا جميعا ادراك خطورة الوضع.. فالوطن يحتاجنا جميعا..