بعد قافلة الوفاق والتسامح التي نظمتها الرابطة التونسية للتسامح وشاركت فيها مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بالإضافة إلى شباب القصبة والتي زارت معتمدية السند وسعت إلى تهدئة الأجواء بين عرشي عليم والسندية الذين أبدوا استعدادا لقبول حكم القضاء التونسي ومن استعداد لتجاوز الجراح والتعالي عليها إذ أثبت التحقيق جديته وحياديته. وقد تجاوب أهالي عليم مع المبادرة وتوجهوا يوم 16ماي 2011 الى وزارة التربية وحصلوا على وعد صريح بانطلاق أشغال بناء معهد ثانوي في عليم في ظرف أسبوعين. وكان ذلك سببا في مزيد الثقة بالمسار المدني والسلمي لقضيتهم. هذا النجاح الذي حققته القافلة الأولى دفعهم إلى مبادرة ثانية توجهوا بها إلى الرأي العام الوطني وذهبوا الى مدينة المظيلة، إحدى مدن الحوض المنجمي الذي انتفض ضد بن علي في 2008، ليقفوا الى جانب أهلنا من جميع العروش وليدعموا المناضلين، وقد وصلت قافلة الشهيد محمد العماري للوحدة والتسامح إلى المظيلة يوم الأحد 5 جوان الجاري وانطلقت من أمام دار الشباب مسيرة ضمّت حوالي 200 مشارك من التونسيين الأحرار المنشغلين بمصير وطنهم ومستقبل ثورتهم من جميع أنحاء الجمهورية من صفاقس، سوسة، تونس العاصمة، القصرين، سيدي بوزيد ، وانضم أهالي المظيلة للمسيرة وشاركوا في ترديد الشعارات التي تندد بالعروشية وتدعو إلى الوحدة. وتُوجت هذه المسيرة باجتماع عام في دار الثقافة ضم ما يقارب الألف من المواطنين. وتداول على الكلمة كل من رئيس الرابطة التونسية للتسامح منسق القافلة السيد صلاح المصري وعدد من ممثلي الجمعيات. وقد تفاعل الجمهور مع كلمة رئيس الرابطة التونسيّة للتسامح الذي أكد على الحقائق التالية: جئنا إلى مدينة المظيلة لنقف ضد آلة الفتنة ونكفر عن خطيئة 2008 عندما تركناكم وحدكم في مواجهة آلة القمع. ان الوفاء لدماء الشهداء يستوجب منا الوحدة الوطنية والعمل الجاد في مواجهة قوى الردة. لن ننسحب من الميدان ولن نترك لهم المساحات. ذهبنا للسند والعليم وجئنا اليوم إلى المظيلة وسنذهب الى المتلوي ان صناع الفتنة يريدون لنا الصمت والانسحاب حتى يتمكنوا من قتل الأبرياء. ليست المشكلة بين هذا العرش وذاك وإنما بين المدن المظلومة والمهمشة من جهة و بين عصابات الفساد التي نشأت ونمت وتعاظمت طيلة عشرات السنين من نظام بورقيبة وبن علي. وتنظم الرابطة غدا السبت قافلة الشهيد محمّد الحنشي الّتي ستتوجّه إلى مدينة المتلوي وسيكون الانطلاق من ساحة محمّد البوعزيزي بالعاصمة (الثامنة والنصف صباحا) كما ستنطلق قوافل أخرى من بنزرتوصفاقسوسوسة والقيروان وجندوبة وسيدي بوزيد وتوزر ،وتهدف هذه القافلة لبث الأمل والمساعدة على تهدئة الأجواء بين أهالي المدينة.