انتشرت ظاهرة الانتصاب الفوضوي بشكل مفزع خلال الأيام الفارطة في مدينة المهدية وأحوازها وبصورة لا تنمّ الاّ عن قلّة وعي لدى بعض الانتهازيين الذين استغلّوا الظروف التي تمرّ بها البلاد للزحف والانتشار في كلّ الأماكن تقريبا، فلم تسلم لا الشوارع الكبيرة ولا الأنهج الصغيرة ولا المحطّات وحتّى الادارات والمصالح الجهوية، اتخذ منها الباعة أماكن مفضلة للانتصاب أمامها، بما في ذلك المنطقة السياحية التي باتت مرتعا لكلّ أشكال العربات والسيارات المتجوّلة، في تحدّ صارخ للتراتيب البلدية ونظام حفظ الصحّة بشكل عام، فانقلبت المفاهيم رأسا على عقب ليصبح تجاوز القانون أمرا مباحا لكلّ من هبّ ودبّ دون رادع ولا رقيب وبصورة تدعو للقلق والحيرة خصوصا مع تصاعد وتيرة احتجاجات المواطنين على مظاهر باتت كابوسا يؤرق حياتهم اليومية نتيجة الفوضى والضجيج والأوساخ التي يخلّفها الباعة المتجوّلون يومياّ أمام محلاّته ومنازلهم... هذه الظاهرة باتت تتطلّب حلولا عاجلة باعتبار أنّها تنتشر بشكل مفزع في كلّ مدن الجهة تقريبا، فالسمك والأكلات الخفيفة والخضر والغلال والتجهيزات المستعملة وغيرها من المعدّات..كلّها باتت تعرض على الأرصفة والطرقات في مظاهر مزرية ولا تليق بتاتا بمدينة بدأ السياح يتوافدون عليها منذ أيام للراحة والاستجمام...وما على السلط الجهوية اليوم الاّ التدخّل بقوّة لفرض النظام وتطبيق القانون على الجميع للقضاء نهائياّ على هذه الظاهرة وغيرها من الخروقات الأخرى وأوّلها التصدي للبناء الفوضوي الذي اجتاح المدن والقرى والأماكن العامة.. فمتى تتحرّك السلط الجهوية للتصدّي لهذه التجاوزات؟؟