كان في الحسبان أن ينزل الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ضيفا على إذاعة المنستير وتحديدا على برنامج في المقهى السياسي الذي يعدّه ويقدمه الأستاذ عامر بوعزة انطلاقا من الساعة الحادية عشرة من نهار أمس الأحد 19 جوان 2011 لكن تعذر على الدكتور المرزوقي المجيء الى المنستير بعدما وصلته عبر ال«فايس بوك» تهديدات بمنعه والاعتداء عليه ممّا حتّم انتقال فريق من إذاعة المنستير الى مدينة سوسة وبث اللقاء من مسكن الدكتور هناك. وكان هذا الاجراء سببا في تأخير موعد الحصة الاذاعية بنصف ساعة. وقد عبر الدكتور المنصف المرزوقي في بداية حديثه عن خيبة أمله واستيائه من هذه التصرفات التي وصلت الى حدّ التخويف بالمليشيات وأكد أنها تصرفات أناس غير مسؤولين في مدينة يعتز بذكرياته فيها حين عمل طبيبا بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة. وحول أسباب هذه المواقف التي أدت الى الاعتراض على قدومه الى المنستير بعد تصريحاته الأخيرة حول هيبة الدولة ومطالبته باستقالة وزير الداخلية ومواقفه من الزعيم الحبيب بورقيبة قال الدكتور المنصف المرزوقي: «نحن في عهد الديمقراطية والحرية ومن المنطق أن نختلف ولكن علينا أن نحترم آراء بعضنا بلا تشنج». كما تحدث عن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فأكد أن هناك علاقات انسانية وسياسية تربطه بهذا الرجل فذكر بأنه حين تحصل على جائزة المغرب العربي في الطب سنة 1981 استقبله بورقيبة رغم علمه بمواقفه ومواقف والده المعارضة وله وكرمه ممّا يدل على أن بورقيبة رجل دولة ولا أحد ينكر أنه كان زعيم الاستقلال ورجل بناء الدولة الحديثة وخاصة بانجازاته الكبيرة في ميادين تحرير المرأة ونشر التعليم ولولاه (استدرك المرزوقي) لما كنت طبيبا، لكن ذلك لا يمنع من ابداء الرأي في سياسة بورقيبة حول الديمقراطية وما ساد انتخابات 1981 من تزييف وغيرهما وطالب باعادة كتابة التاريخ بكل أمانة وموضوعية لاعطاء كل ذي حق حقه. نحن أحزاب المعارضة وحول سؤال وجه له حول مساندته لحركة «النهضة» قال الدكتور المرزوقي إنّ هناك أحزابا وهي حركة «النهضة» وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب العمال الشيوعي هي أحزاب مطاردة غير معترف بها قبل الثورة وقد جمع بين مناضليها وقتها النضال الوطني وما تعرض له مناضلوها من تعذيب وقمع ونحن نلتقي في الأهداف. وأكد بأن موقفه ليس بالجديد فقد سبق له أن دافع عن الاسلاميين يوم كان رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الانسان وأن علاقة حزبه طيبة مع عديد الأحزاب. حكومة وطنية الدكتور المنصف المرزوقي أبدى استغرابه من وجود وجوه من الحكم البائد في حكومة الثورة وطالب بتعيين حكومة وطنية تسهر على انجاح الثورة المباركة مبديا خوفه وشكوكه من اجهاض المسيرة لتشبث البعض بمقاليد الحكم. وزارة للحكم المحلي كما طالب الدكتور المرزوقي بإلغاء وزارة الداخلية التي يعتبرها عنوانا للقمع والتعذيب وتعويضها بوزارة الحكم المحلي وتغيير موقعها ذات اللون الرمادي المرعب وتحويله الى متحف وطني.