تمكن الجيش اللبناني من إعادة الهدوء والاستقرار إلى شوارع منطقتي التبانة وجبل محسن بعد اشتباكات عنيفة استعملت خلالها القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة، فيما اتهم تيار المستقبل سوريا بمحاولة تفجير الأوضاع في لبنان. وتمكنت وحدات الجيش اللبناني من دخول الشوارع الرئيسية والأحياء والأزقة الداخلية في مناطق الاشتباكات حيث سيّرت دوريات ووضعت حدا للظهور المسلح في هذه المناطق. ومن جانبه، شدّد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على ضرورة الاستقرار الأمني وعدم المس بالسلم الأهلي في البلاد من أجل أن تنصرف الحكومة إلى معالجة القضايا والملفات الاجتماعية والاقتصادية. وأبدى سليمان ارتياحه للتدابير التي اتخذتها قيادة الجيش والقوى الأمنية لفرض الأمن والهدوء في مناطق التوتر في شمال لبنان مؤكدا الحزم على مواجهة المخالفين والمخلين. واعتبر النائب السابق مصطفى علوش عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل أن هناك قراراً سورياً بتفجير الأوضاع في مدينة طرابلس وطالب بضرورة سحب السلاح من كل الأطراف في هذه المدينة. وبدوره، نفى وزير الدولة أحمد كرامي أن تكون الحكومة الجديدة هي حكومة سورية مشددا على أهمية أن تكون العلاقات مع سوريا ممتازة، قائلا «نحن حكومة لبنان وكل أهل البلد يعرفونا، نحن لسنا حكومة سوريا ونريد أن تكون علاقتنا بسوريا ممتازة ولكن من دولة الى دولة». ويأتي انتشار الجيش بعد سقوط ستة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى في اشتباكات مسلحة دارت الجمعة في مدينة طرابلس في شمال لبنان بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية ومنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية، كما أفادت مصادر أمنية. واندلعت الاشتباكات اثر تظاهرة مناهضة للنظام السوري شارك فيها حوالي 600 شخص معظمهم من الإسلاميين، وانطلقت عقب صلاة الجمعة من مساجد عديدة في المدينة، وشارك فيها لبنانيون وسوريون أطلقوا هتافات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ورفعوا صورا لرئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.