«كسر وإصابات، وتبادل للاتهامات» هذا ليس شعارا ولا شجارا في الشارع بل حادث تجسّد على أرض الواقع بين عضو جامعي ومدرب يربّي النشء.. خالد قرع هو عضو المكتب الجامعي للرقبي والطرف الثاني هو مدرب نادي حي التحرير وليد هنيدة، حيث اتهم عضو المكتب الجامعي المدرب بضربه على مستوى ساقه مما تسبّب له في كسر خطير توجب راحة لمدة خمسة وأربعين يوما. المدرب المذكور نفى جملة وتفصيلا ما نُسب إليه.. وعن كل هذا كان لنا اللقاء التالي مع الطرفين وما جاء على لسانيهما حرفيا ليبقى القارئ سيد الموقف وهو الذي سيحكم من الظالم ومن المظلوم. خالد قرع: «سأستقيل» بعد انتهاء دورة بشير سالم بالخيرية للرقبي كنت برفقة نائب رئيس الجامعة رجب بلومي بصدد تقديم الكؤوس للجمعيات الفائزة فحاول وليد هنيدة التعرض لنا وعندما حاولت منعه بدأ يشتم وأهان السيد رجب ثم ركلني بساقه فسقطت أرضا ثم بدأ يضربني على مستوى وجهي. ويواصل «السبب في ضربي لأني كشفت تجاوزاته، فهو يملك وكالة سفر وكان يوفّر دوما للجامعة التذاكر للسفر ولكن في احدى السفرات الى اسبانيا اكتشفت أن هناك تفاوتا في سعر التذاكر بحوالي مائة دينار للتذكرة الواحدة ونحن كنا وقتها حوالي سبعة عشر شخصا، وعندما حولت العملية الى وكالة أخرى بدأت عداوته المكشوفة لي.. وليعلم الجميع انها ليست أول مرة يستعمل فيها العنف فقد عنّف سابقا المدير الفني للجامعة وهنا ألوم الجامعة لأنها لم تتخذ معه الاجراءات اللازمة فيكفينا صمتا تجاه أمثال هؤلاء الذين استغلوا الفوضى باسم الثورة وما أزعجني فعلا أن الرياضة التونسية تحولت الى تصفية حسابات والبحث عن المصالح بعيدا عن مصلحة الرياضة، لذا سأستقيل فالوضع لم يعد يناسبني، فهذه ليست رياضة». وليد هنيدة: «المحاكم بيننا» بصعوبة استطعنا اقتلاع بعض الاعترافات منه لأنه في بادئ الأمر رفض التعليق على الموضوع وقال «المحكمة هي الفاصل بيننا». يقول وليد هنيدة «هذه اتهامات باطلة ولا تمتّ للحقيقة بصلة فأنا لم أعنّف هذا المسؤول وهذه حادثة مركبة وهو طبيب ويمكن أن يتصرّف في الأوراق الطبية كما يريد وقد رفعت قضية ضده وراسلت وزارة الشباب والرياضة لأضعها في إطار هذا المشكل وسنرى من الجاني ومن المجني عليه». يواصل وليد كلامه ولكن هذه المرة بحماس أكبر فيقول «لقد فزت بالكأس والبطولة للرقبي وجعلت نادي حي التحرير يقدم درسا في رياضة الرقبي، هذا النادي الشعبي المتكون من 400 مجاز بإمكانات ضعيفة، ونجحنا معا وهذا ردّ اعتبار لي فقد ظلمت كثيرا سابقا ولكن تجاوزت المحن واقتلعت النصر لأن فريقي جدير بذلك وهي فرصة لأشكر لاعبي هذا النادي على كل ما قدموه لهذه الرياضة». وجهات مختلفة ولكل منهما رأيه الخاص نقلناه كما هو ليبقى الحكم الفيصل للمحكمة، ولكن نحن أمام ظاهرة خطيرة انتشرت في الرياضة التونسية من عنف الملاعب الى العنف اللفظي وصولا الى الاعتداءات وكأن الرياضة تحولت ا لى حلبة مصارعة، واندثر مفهومها الحقيقي وهي التي كان شعارها الأبدي «الرياضة أخلاق أو لا تكون» ثم متى ستبقى سلطة الاشراف تتفرّج على الأحداث من بعيد؟!