دخل أعوان الصحة العمومية في اعتصام بمقر الوزارة للمطالبة بتسوية الوضعيات المهنية وتطبيق الاتفاقيات المبرمة وهدد الكاتب العام لجامعة الصحة بالاتحاد العام التونسي للشغل قاسم عفية بالتصعيد حتى تحقيق كل المطالب متمسّكا بضرورة تطبيق كل ما تم الاتفاق عليه والإمضاء عليه في محاضر الجلسات. جامعة الصحة توجهت ببيان الى الرأي العام الوطني والنقابي و«الشروق» تنفرد بنشر نصه كاملا. ٭ متابعة سفيان الأسود بيان الى الرأي العام الوطني والنقابي «تجدنا اليوم 22 جوان 2011 مضطرين للأسف الشديد الى الدعوة الى تجمع لأعوان الصحة بجهة تونس امام الوزارة وقد اخترنا أن يكون على الساعة الحادية عشرة صباحا تجنبا منا ما أمكننا المساس بمصالح المريض الذي أجبرتنا مسؤولياتنا وانسانيتنا تجاهه على عدم خوض اي تحرّك احتجاجي في الظروف التي كنا نعتبره فيها أحوج ما يكون الى دورنا في التخفيف من آلامه وتضميد جراحه ولو على حساب مطالبنا وتحملنا من أجل ذلك شتى أنواع الضغوطات والتهديدات التي وصلت الى حدّ استعمال الرصاص الحي مثلما حدث لزميلينا من منزل بورقيبة اللذين مازالا يتلقيان العلاج واللذين نتمنى لهما الشفاء العاجل. إننا نحتج على الوزارة في عدم التزامها بأبسط تعهداتها والإيفاء بها بل والتنكّر لها وفسح المجال للبعض ليعيث فسادا في القطاع وصل إلى حد التدخل السافر في وحدة الصف النقابي وتسخير «الموالاة» لضربه وتخريبه ولكن هيهات اذ: لا كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن الى جانب عجزها عن اتخاذ أبسط الاجراءات تجاه تجاوزات لا يسكت عنها عامل في تونس وفي جندوبة وفي بن عروس وفي القصرين وفي مدنين وفي المهدية.... كم كنّا نودّ ألا تدرج وزارتنا الموقّرة صبرنا في غير موضع المسؤولية والوطنية وأن تترفّع عن الذاتية والنرجسية وتمنينا لو استجابت لتدخلاتنا ومحاولاتنا العديدة لإيجاد الحلول بالحوار داخل الأسوار وليس خارجها! كم كنا نودّ ان تفهم وزارتنا أن صدقنا دليل مصداقيتنا وأن عليهم ان يشكروا الحظ الذي دفع ببعضهم الى موقع «المسؤولية» وأن يعملوا ما في وسعهم الى الحفاظ عليها بالمصداقية وليس بالدوس عليها دفاعا عن المناصب. فهل فات الأوان!؟ وليتأكدوا أن الحياة علمتنا: ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ونحن لها، نحن لها بفضل وحدة أعوان الصحة الذين برهنوا على قدرة فائقة على مواجهة الانشقاقات وتسفيه الإشاعات. نحن لها بفضل صمود أعوان الصحة وثباتهم على القيم والمبادئ الإنسانية في الزمن الذي أصبح فيه البعض ينقلب على مواقفه بين الصباح والمساء دون خجل فلنرفع التحدي مجددا ونبرهن مرّة أخرى على قدرتنا على الدفاع عن حقوقنا في العمل في ظروف تليق بنا وتقديم خدمة صحية ذات نوعية تليق بالمواطن.