في أوّل ظهور علني لحزب «المبادرة» بقصر المؤتمرات في العاصمة صباح الأحد 19 جوان ألقى السيد كمال مرجان رئيس حزب المبادرة خطابا أمام عدد غفير من منخرطي حزبه وأنصاره قدّم فيه الدوافع التي كانت وراء تأسيس الحزب وأهدافه ورؤيته لمستقبل تونس . اللقاء حضره جمهور غفير من كل الجهات كما قال رئيس الحزب كما لوحظ حضور وجوه سياسية وفنية واقتصادية يبدو أنّها من مؤسسي الحزب أو من أنصاره مثل السيد صالح البكاري وفريد عبّاس ولطفي بوشناق وغيرهم وقد بدأ اللقاء بالموسيقى وغنّى أحمد الماجري «انا حر» كما غنّى سفيان سفطة لتونس قبل أن يبدأ مرجان خطابه الرسمي. قال مرجان إنّه كان بإمكانه أن يعود الى سويسرا بعد 14 جانفي لأنّ ذلك أكثر راحة له مع عائلته بعد إقامة خمس سنوات تقلّد خلالها منصبي الدفاع والخارجية لكنّ نداء الواجب دفعه الى المساهمة في تأسيس حزب «المبادرة»ليساهم في بناء تونس وقال إنّه ليس له ما يخفيه فهو دستوري أبا عن جد وبورقيبي وابن بورقيبي في إشارة الى والده المرحوم كمال مرجان . وأعتبر مرجان أن ثورة 14 جانفي هي حلقة من حلقات النضال التونسي من أجل الحرية والكرامة وهي تتّمة لما بدأته معركة 9 أفريل 1938 من اجل البرلمان التونسي ومعركة جانفي 1952 التي توجّت بالأستقلال وأكّد على أنّ حزبه يستلهم أطروحاته ورؤاه من الإرث الفكري والسياسي الإصلاحي التونسي الذي بدأ منذ قرطاج مرورا بتأسيس القيروان والجامع الأعظم وصولا الى الصادقية والتنويريين التونسيين الذين أسهموا في بناء حركة فكرية مازالت تنهل أجيال منها وذكر أنّ حزبه وفيّ لكل الروّاد التونسيين الذين ساهموا في نشر فكر التنوير والحداثة والإصلاح وهي الأرضية الأساسية للحزب مثل عبدالعزيز الثعالبي والشابي والطاهر الحداد والحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف وفرحات حشّاد وأحمد التليلي والهادي شاكر وعلي البلهوان وغيرهم. الأهداف مرجان قال إن الهدف الأساسي للحزب هو تجذير الديمقراطية والقطع النهائي مع الماضي والعمل من أجل المستقبل وأن يكون الحزب إطارا للديمقراطية وفكر الإعتدال والحداثة وهي خصوصيات الشخصية التونسية المنفتحة على العالم بثقافاته المعتزّة بجذورها العربية الإسلامية التي لا تعني الإنغلاق . وأكّد مرجان أن الأنتخاب هو قاعدة العمل في الحزب وكل الهياكل ستكون منتخبة من أصغر هيكل وصولا الى المكتب السياسي الذي قد لا ينتخب فيه كمال مرجان نفسه كما قال وأضاف أن التشخيص وعبادة الأشخاص هي التي أعاقت المسار الديمقراطي في تونس وقال إنّه لا رجعة ولا تراجع ولا رجوع الى ما قبل 14 جانفي. وفي هذا السياق قال إنّ الحزب سيقدّم مبادرة خاصة بالشباب وسيقترح هيكلة جديدة للإدارة الجهوية يكون فيها الوالي تابعا الى الوزير الأوّل مباشرة وتقسّم فيها البلاد الى خمسة أقاليم بمجالس منتخبة لأن لكل جهة خصوصياتها في التنمية ولابد من تعزيز الدور الأستراتيجي للدولة والتعامل بندية مع الأتحاد الأوروبي وسيعمل الحزب على صيانة المكاسب الحديثة ومن بينها مجلّة الأحوال الشخصية وقال إن الحزب قرّر عن قناعة بأن لا تكون فيه امرأة مكلّفة بشؤون المرأة لأن هذه الصيغة فيها أستنقاص للمرأة. الوفاق وعن تحوّلات المشهد السياسي قال كمال مرجان إنّ الحزب كان في البداية يفضّل الإستفتاء على مشروعي دستور تعدّهما الهيئة العليا لربح الوقت لكن بعد أن إتّفقت كل الأطراف على موعد 23 أكتوبر فضّلوا مساندة الوفاق الوطني وأكدّ على أنّ الخوف على تونس من غياب المؤسسات لأنّها هي الضّامن للأنتقال الديمقراطي . وفي رسالة بدا واضحا أنّها موجّهة لبعض الأطراف قال مرجان إن مرحلة هيمنة حزب واحد على الحياة السياسية انتهت وعلى الجميع أن يفهموا هذا وعلى الجميع تعديل ساعاتهم على هذا والابتعاد عن نشر ثقافة الخوف وأنهى بالقول أن الأيادي الصادقة والقلوب المحبّة للخير ستبني تونس.