ينتظر السعوديون بقلق نتائج الفحوصات التي يجريها ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز في نيويورك. وتشير الدلائل الأولية الى ان فحوصات مبدئية في الرياض أوضحت أن الأمير بدأ يعاني من عودة انتشار السرطان في جهازه الهضمي بعد أن توقف خلال العام الماضي نتيجة لسلسلة من العمليات الجراحية تبعتها استراحة طويلة في المغرب. وما يزيد القلق السعودي هو الخشية من أن تغيرات كبيرة في سلم السلطة داخل الأسرة المالكة بسبب رحيل ولي العهد مما يجعل من تولي منصبه من قبل أحد الأمراء مسألة فيها جدل داخل مجلس العائلة حيث يمكن أن يتقدم الأمير عبد الرحمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع للمطالبة بالمنصب لأنه أكبر سنا من المرشح القوي الأمير نايف بن عبدالعزيز. تحركات وتشير التحركات الاخيرة للأمير عبدالرحمان واقترابه من الملك عبدالله وظهوره المتكرر معه في الإعلام إلى أنه يعد نفسه لدخول الصراع على كرسي ولاية العهد. إلا أن مصادر داخل الأسرة المالكة أوضحت أن منصب ولاية العهد قد تم الاتفاق ضمنيا على أن يكون للأمير نايف. وتشير المصادر إلى أن هناك ترقبا سعوديا ليس فقط تجاه صحة ولي العهد بل وأيضا لصحة الملك نفسه والذي عانى من آلام في ظهره وبدا في لقاءاته الأخيرة محني الظهر. لكن حسب المصادر فالملك لا يزال يدير الحكم ويوزع السلطات بين الأمراء. ولعل آخر ما قام به أن أسند مهام وزير الدفاع الأمير سلطان لأخيه عبدالرحمان الذي هو بالفعل نائب لشقيقه سلطان مما قوى من موقف الأخير سياسيا بعد أن كان مبتعدا بين لندن وجنيف خلال الشهور الماضية بسبب ما أشيع عن غضبه من تعيين نايف نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء. اجتماع هام ويعتقد الكثير من السعوديين أن تراتبية تولي الحكم تحتاج الى موقف واضح وعاجل من قبل هيئة البيعة ومجلس العائلة المالكة. وما يتسق مع هذه الاراء ان الملك عبد الله قد حدد اجتماع مجلس العائلة المالكة في نهاية شهر رمضان المقبل حيث ينتظر ان يحتشد اكثر من ألف أمير من اعضاء الاسرة المالكة في قصر الملك لمناقشة أوضاع الأسرة ومستقبلها. وينتظر أن يشرف على تنسيق الاجتماع أمير منطقة الرياض الأمير سلمان والذي يرافق شقيقه الأمير سلطان في نيويورك ويأمل أعضاء الأسرة المالكة أن يتم الاجتماع في وقته وأن لا يرحّل لوقت يعتمد على عودة الأمير سلطان. ومجلس العائلة المالكة السعودية هو المجلس المسؤول عن شؤون أسرة آل سعود وكان أول رئيس للمجلس هو الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود. ومهمة هذا المجلس الرئيسية هي شؤون العائلة الداخلية فقط. وعلى الرغم من أنه ليس له علاقة بالسياسة، إلا أنه يتوقع أن يكون اجتماع المجلس عبارة عن تصويت موسع على تغيرات تراتبية تمهد لاجتماع هيئة البيعة الرسمية والمسؤولة عن تعيين ولي العهد من خلال الاختيار ومن دون أن يحدث ذلك خلافات داخل الأسرة. ويتوقع أن يشهد اجتماع مجلس العائلة احتجاجات من أمراء عدة لعل أهمهم الأمراء مشعل وعبدالرحمان وطلال. لكن مصادر تشير الى ان الاحتجاجات على تولي الامير نايف ولاية العهد في حال رحيل سلطان لن تكون قوية سوى اعلاميا من طرف الامير طلال خاصة وان معظم فروع الأسرة لا يرون غضاضة في توليه الأمر خاصة بعد نجاحاته الأمنية ضد الإرهاب ووقوف الكثير من القبائل معه وقوة علاقاته مع المؤسسة الدينية.