الوضع كان حرجا جدا يوم أمس على الموقع الاجتماعي، بعد الإعلان عن إضراب أعوان الأمن في عدة مدن تونسية، وبعد نشر وتداول بيان منسوب إلى نقابتهم تضمن «تهديدا» بممارسة أشكال أكبر حجما من الاحتجاج على الحكومة إذا لم تلب طلباتهم في ظرف 15 يوما. ومنذ صبيحة الأمس، انتشرت على الموقع أخبار عن تعمد عدد من أعوان الأمن اقتحام مركز امتحان في مدينة قابس أثناء مناظرة ختم التعليم الأساسي، لإجبار أعوان الأمن الثلاثة الحاضرين على التخلي عن مواقعهم والمشاركة في الإضراب. وفي الحين ردت وزارة التربية على صفحتها بتكذيب هذا الخبر وبشكر الجيش والأمن على مساهمتهم في إتمام الامتحانات. غير أن ذلك لم يكن كافيا لتهدئة الخواطر ووضع حد للمواجهة بين أعوان الأمن ونقاباتهم في الموقع وبين المئات أو الآلاف من التونسيين الذين يرفضون مبدأ إضراب سلك الأمن أصلا لأن ذلك لم يحدث في أية دولة ديمقراطية ولأن بلادنا تمر بأوقات عصيبة تحتاج فيها إلى الأمن. ويجب القول إن نقابة أعوان الأمن قد قدمت على إحدى صفحاتها توضيحات مهمة جاء فيها أن الدعوة إلى إضراب مفتوح «غير مدروسة خاصة» في هذه المرحلة التي تجري فيها امتحانات النوفيام وتشهد فيها بعض المدن اضطرابات داخلية كما تستعد بعض الفضاءات التجارية لاحتضان معارض دولية ومحلية. وفي المقابل، يستمر طرح المطالب المتمثلة في «الإفراج الفوري عن كل أعوان الأمن الموقوفين في أحداث الثورة وحث كافة الأعوان والإطارات على عدم المثول أمام الهيئات القضائية في هذه المسألة إلى حين تشكيل حكومة منتخبة وإرساء قضاء مستقل وإعلام حرّ ونزيه». وقد سببت هذه المواقف سيلا من النقاشات في العشرات من الصفحات ضد إضراب أعوان الأمن وتطالب بمثولهم أمام القضاء مثل كل المواطنين وبكشف هويات المسؤولين الذين أصدروا إليهم أوامر إطلاق النار. ورد أشخاص يفترض أنهم من أعوان الأمن: «لا نحب التصادم، لكن إذا فرض علينا فنحن له» أو «نحن مستعدون لكشف كل ما صار من 17 ديسمبر إلى الآن، ولا نقبل أن نظلم مرتين» مذكرين بأعوان الأمن الذين ماتوا أثناء الثورة، وهو ما زاد في لهيب النقاش الذي وصل حد تبادل التهم الخطيرة. ولحسن الحظ، عثرنا على تعليق من عون أمن هادئ ونبيل ننقله لكم حرفيا: «دعوة لكل الأعوان الشرفاء لإنهاء مهامهم تجاه تونس بكل وطنية ومسؤولية دون حسابات ضيقة، إنه دوركم جميعا للوقوف بجانب هذا الوطن العزيز لأجل خدمته دون الالتجاء إلى سياسة لي الذراع لقد آن الأوان لرد الجميل لمن وهب الحرية والانعتاق لكل أفراد هذا الشعب دون حسابات ضيقة ودون تسرع خاصة في الفترة الحالية والتي نحتاج فيها إلى تكاتف جهود كل المجموعة، لا للإضرابات عن العمل في صفوف أعوان قوات الأمن الداخلي نعم لتحمل مسؤوليتكم التاريخية».