بالأمس كان شعبة من شعب الحزب البائد الذي استولى على عدّة مقرات حيوية سلب منها أحلام المثقف والمبدع وجعلها علب لممارسة الجهل السياسي، اليوم وبعد الثورة المباركة رجع هذا المقر «الاستراتيجي» الى مكانه الطبيعي المتعلق بكل ماهو ثقافي وفني وزفّ لمحبيه كأحلى عريس وأصبح رواقا للفنون من تدبير النيابة الخصوصية لبلدية سوسة والتي جندت له فريق متكامل سهر على تهيئته بعد أن داس عليه وخربه دعاة الديمقراطية فأشعّ كدرّة وسط المدينة بحكم موقعه كطابق علوي للمسرح البلدي ومتنفس حقيقي للمواطن بحكم تراص المقاهي والمغازات وازدحام ذلك المكان. لأنه وليد الثورة المباركة كانت أول اللوحات الموضوعة فيه هي صور فوتوغرافية من حوادث الثورة المباركة. فكانت أحسن ذكرى رغم الأرواح التي دفعت دمائها ثمنا لذلك، جاعلة هذه الصور الزائر يقف وأمامه مرآتين واحدة حمراء بلون الدم والأخرى بيضاء بروح الحرية، هو ذا رواق الفنون «حضر موت» الذي وقع احداثه مؤخرا في قلب مدينة سوسة يحوي بهوا وغرفا شاسعة هيئت كأحسن ما يكون ليكون بادرة برتبة مؤشر جدّ إيجابي لحراك ثقافي ملموس بالجهة نرجو أن يمتد ليكون محتضنا لمختلف الابداعات وهنا تكمن أهميته كباعث أمل لكل مبدع بات يبحث عن البيت الأصلي لابداعاته.