ساعات عمل كثيرة وأجور قليلة، ظروف عمل سيئة يقبضون الملاليم ليدخل مشغليهم العملة الصعبة بالملايين يعملون في نزل ولكن يسبحون في عرقهم ولا يتمتعون بمسابحها، يرتاح فيها غيرهم وهم يشقون ويتعبون لايمانهم بأن العرق يضمن قوت اليوم، صيفهم عكس الآخرين فصل الكد والجد. هذه وضعية عمال النزل في سوسة والأكيد قد يشاركهم فيها العديد من مختلف الولايات التونسية والذين يدخل غضبهم أسبوعه الثالث انطلق كوقفة احتجاجية فلم يؤطر فتحول الى اعتصام مفتوح ليلا نهارا لتدفع لقمة العيش العديد منهم الى مغادرة دفء الفراش وأحضان العائلة الى النوم على الرصيف أمام مقر الادارة الجهوية للسياحة التي عوض أن تستمع إليهم ولو معنويا وهو مطلبهم منها فإنها ارتأت غلق أبوابها في وجوههم!!! ارتأت «الشروق» التعمق أكثر في مختلف الوضعيات ومتابعة تطوراتها من خلال رصد آراء العديد من المعتصمين في وقت وجدنا فيه المندوبية الجهوية للسياحة مغلقة الأبواب لا ندري ان كان تضامنا معهم أم استخفافا بمطالبهم ! أعوام من العمل السياحي ولا شيء من المال خديجة الهمامي سيدة تشتغل منذ خمسة عشر سنة في المجال السياحي نفس القطاع الذي يعمل فيه أيضا زوجها وجدا نفسيهما فجأة في وضعية بطالة تضيف هذه السيدة في مرارة قائلة: «نحن مهددون بالشارع لنا رضيعة وعاجزون على تسديد معلوم الكراء وبقية المصاريف وأنا أطلب على الأقل شغلا لأحدنا حتى نتمكن من الخروج من هذا المأزق ومن الظرف العصيب ولو جزئيا» فيما دعا زهير الجديدي أصحاب النزل الى أن يهتموا بوضعية عمالهم مضيفا «لقد بنوا النزل على ظهورنا فما ضر لو ساعدونا في هذا الظرف وما جعل هذا القطاع هشا هو العمل وفق العقود فغير مقبول ان تقتصر مدة العمل على ثلاثة أشهر وأحيانا شهر»، وتكلم عبد الكيم الدشراوي باسم الأعوان الساهرين على حراسة النزل قائلا: «نعمل قرابة أربعة عشر ساعة دون أي ضمانات مهددون بالطرد في أي لحظة تعبنا من مماطلاتهم فبمجرد المحاولة لفهم وضعيتنا يطردوننا» وطالب محمد الهويشري بحل تدريجي في حدود الامكانيات المتاحة يبعد عنه شبح الشارع والجوع عن عائلته، فيما اشتكى البعض من بعض أصحاب النزل بسوسة بسبب عدم خلاصهم أو بعدم دفع الأقساط الخاصة بالتغطية الاجتماعية اضافة الى الاستغلال المتعدد الأوجه، وتبقى الفرصة قائمة بدرجة أولى لأصحاب النزل لاحتواء هؤلاء العمال على الأقل اجتماعيا وأيضا لمختلف رجال الأعمال في المساهمة في صندوق لمساعدة هذه الفئة على مواصلة حياتها ان لم يكن بنسقها الطبيعي على الأقل بنسق يخرجها من كارثة. لم يحركنا أحد وكل الاتهامات باطلة وأكد العديد من المعتصمين أن لا أحد يحركهم وقد خرجوا الى الشارع ضيقا بالحالة التي وصلوا اليها والفاقة التي أصيبوا بها حيث صرح سامي هميلة قائلا: «لقد واجهنا مختلف الاتهامات لسنا مأجورين ولكن صامدون لم يحركنا أحد اعتصامنا كان تلقائيا دفعنا اليه الوضع السيء الذي نعيشه، القطاع السياحي هش نريد ان نجعله صلبا يطلبون منا أن ننتظر كيف ننتظر وجيوبنا فارغة، وعدنا الوالي بمائتي دينار ولكن لا شيء تحقق. مرة أخرى تطرح مسألة التواصل في مختلف الأحداث التي تطرأ على الجهة فلا يشك أحد في الوضعيات الاجتماعية الصعبة ولكن في غياب الاحتواء والتأطير وغياب أطراف تحذق آليات التواصل لأجل ترسيخ المصداقية يجعل هذه الوضعيات تأخذ حجما أكبر قد يصل الى الفوضى.