قتل شاب والدته العجوز شنقا بحبل في دورة المياه في مدينة الساقية (الكاف) حسب ما أنتجته الأبحاث والتحقيقات التي أحيلت مؤخرا على الدائرة الجنائية بابتدائية الكاف لتنظر فيها قريبا. جرت أحداث هذه القضية يوم 26 سبتمبر 2010 في مدينة الساقية إثر مشاجرة عنيفة بين المظنون فيه (38 سنة) ووالدته (71 سنة) وهي عادة دأب عليها الطرفان لكن هذه المرة كانت مختلفة عن سابقاتها لأن الابن فقد خلالها السيطرة على أعصابه ودفع والدته بقوة الى أن سقطت أرضا وأصيبت بجروح على مستوى جبينها وركبتيها ولم يكتف بذلك بل أخذ الحبل الذي اشتراه قبل يومين وربطه بدعامة خشبية بسقف دورة المياه ثم تولّى في ما بعد صنع عقدة أدخلها بعنق والدته ثم جذبها بقوة حتى ارتفعت قليلا على مستوى الأرض وتركها وغادر المكان للرعي بقطيع أغنامه وبعد حوالي ساعة ونصف الساعة عاد الى منزله حيث وجد والدته فارقت الحياة عندها فك عقدة الحبل من عنقها وجرّها الى غرفة نومها وتحول مباشرة الى مركز الحرس الوطني بالساقية وأخبرهم بأن والدته انتحرت شنقا. وتولى أعوان الحرس الوطني البحث في تفاصيل القضية وألقوا القبض على الابن وبالتحري معه تمسّك بالانكار ونفى أن يكون قد تولى قتل والدته واعترف أنه حصل سوء تفاهم مع والدته يوم الواقعة من أجل اقترابها من سلك الكهرباء مما جعله يقوم بدفعها بكلتا يديه الى أن سقطت أرضا وذلك خوفا عليها من التيار الكهربائي مؤكدا أنه لا يوجد أي دافع يجعله يقدم على إزهاق روح والدته بتلك الطريقة الفظيعة. لكن المحققين توصلوا الى جمع معلومات تؤكد أنه من المستحيل أن تقوم الهالكة بشنق نفسها بواسطة الحبل وبتلك الطريقة المتمثلة في تمرير الحبل خلف الدعامة الخشبية بسقف دورة المياه وصنع عقدة ووضعها بعنقها على علو 185 صنتمترا وهي امرأة عاجزة تماما عن القيام بشؤونها الخاصة حسب تصريح الابن الذي كرّر تمسّكه بالانكار أمام قاضي التحقيق الذي أذن بإيداعه سجن الإيقاف وعرض ملف القضية على دائرة الاتهام فاستنتجت من محتواه أدلة ثابتة باعترافه بشراء الحبل قبل يومين من وقوع الحادثة وبالخلاف الذي جرى بينه وبين والدته التي أسقطها أرضا وتسبّب لها في جروح بجبينها وركبتيها كل هذه المعطيات جعلت الدائرة توجّه إليه تهمة القتل العمد المجرد وتحيله الى الدائرة الجنائية بالكاف لمقاضاته جزائيا.