ذكر تقرير صحفي بريطاني امس ان المسؤولين البريطانيين يعتقدون ان الرئيس الامريكي جورج بوش دخل الحرب في العراق العام الماضي لاستكمال مهمّة والده بتدمير العراق. وكشف التقرير كذلك ان رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير تلقّى وثائق سرية قبل عام من اجتياح العراق حذّرته من أن العراق قد يغرق في حالة من الفوضى بعد الحرب. وروّجت واشنطن ولندن قبل الحرب على العراق عدّة ذرائع لتبرير الحرب منها الزعم بأن العراق كان يطوّر اسلحة دمار شامل وبأنه سيكون افضل بعد الاطاحة بنظام الحكم فيه. اتمام «المهمة» لكن صحيفة «ديلي تلغراف» اليومية البريطانية نقلت امس عن مذكّرة سرية لمسؤول كبير في وزارة الخارجية البريطانية قولها في مارس 2002 ان «أفضل عملية مسح لبرامج اسلحة الدمار الشامل العراقية لن تظهر تقدما كبيرا وأن العمليات العسكرية تحتاج الى اهداف واضحة ومقنعة». وأضافت الوثيقة أن الامر يبدو كأنه «مباراة ضغينة بين بوش وصدام». وبنى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير حجّته لدخول الحرب على مزاعم ان بغداد كانت تمتلك اسلحة دمار شامل على الرغم من عدم العثور على اسلحة بيولوجية او كيمياوية محظورة حتى الان. ولم تعلق الحكومة البريطانية على الوثائق المسرّبة. وقالت «ديلي تلغراف» ان وثيقة اخرى مسرّبة اظهرت ان المسؤولين البريطانيين لم يروا أن حرب بوش على ما يسميه بالارهاب على انها جزء مهم من صناعة القرار الامريكي في ما يتعلق بالعراق. ونقلت الصحيفة عن وثيقة اعدتها امانة مكتب الشؤون الخارجية والدفاع التابعة لمجلس الوزراء ان النجاح السريع في الحرب على افغانستان وعدم الثقة في عقوبات الاممالمتحدة وانظمة التفتيش والمهمة ا لتي لم تكتمل عام 1991 تعتبر كلها عوامل برّرت الحرب. وكان جورج بوش الاب رئيسا للولايات المتحدة خلال حرب الخليج عام 1991 . سترو يحذّر وأظهرت الوثائق المسرّبة ايضا ان مسؤولين في الحكومة البريطانية من بينهم وزير الخارجية جاك سترو اعربوا عن قلقهم بشأن الفوضى المحتملة في العراق بعد غزوه وذلك قبل اشهر من اطلاق اول رصاصة في المعركة. وكتب سترو في رسالة شكلت احدى الوثائق المصنّفة «سرية» والتي تؤكد «ديلي تلغراف» انها رأتها «يبدو أن هوّة لا نهاية لها تنتظرنا وراء كل ذلك». وأضاف سترو أن «أحدا لم يقدّم اجابة مرضية على السؤال: كيف يمكن التأكد من ان النظام الذي سيحل مكان نظام صدام حسين سيكون افضل؟» واعتبر سترو في تلك الرسالة ان «العراق لا يملك تجربة ديمقراطية». وجاء في وثيقة اخرى صادرة عن الحكومة البريطانية ومصنّفة «سرية» أن بناء أمة في العراق بعد صدام امر يتطلب سنين عديدة». وأضافت الوثيقة «كلما ازداد وجود القوات الغربية تمكنا من السيطرة على مستقبل العراق لكن التكلفة ستكون اكبر وسنضطر للبقاء مدّة اطول». وأوضح كاتب الوثيقة حجته قائلا إن «ابدال صدّام حسين برجل قوي سنّي اخر لن يقضي بالضرورة على رغبة العراق في امتلاك أسلحة دمار شامل بغية مواجهة التهديد الاستراتيجي متمثلا في ايران واسرائيل» حسب اعتقاده. وخلصت الوثيقة الى القول انه «لقيام حكومة ديمقراطية قابلة للاستمرار في العراق ينبغي على الولاياتالمتحدة واخرين ان يلتزموا في عملية بناء العراق خلال سنوات وذلك يقتضي وجود قوّة أمنية دولية كبيرة».