أكّد الوزير البريطاني السابق روبن كوك أمس أن الحرب على العراق مع عدم وجود أسلحة دمار شامل كانت خطأ مأسويا كان من الممكن تجنبه اذا أتاح الامريكيون والبريطانيون للمفتشين الدوليين فرصة لانهاء مهمتهم. ورغم تأكيد تقرير رئيس فريق المفتشين الامريكي في العراق تشارلز دوليفر أنه لم يكن لبغداد برنامج لأسلحة دمار شامل قبل الحرب فقد تمسك الرئيس الامريكي جورج بوش وحلفاؤه بمواقفهم من الغزو. وكان تشارلز دوليفر أكد في تقرير نشر أمس الاول ان العراق لم يكن لديه مخزونات من الاسلحة البيولوجية والكيمياوية للاستخدام العسكري قبل الغزو وان برنامجه النووي أهمل منذ عام 1991. ويأتي تقرير دوليفر متناقضا مع تصريحات الادارة الامريكية التي دفعت بأسلحة الدمار الشامل ذريعة للغزو. خطأ مأساوي واعتبر وزير الخارجية البريطاني الاسبق روبن كوك ان الحرب على العراق كانت خطأ مأسويا لانه لم يتم السماح للمفتشين الدوليين باتمام مهمتهم والتثبت مما اذا كان لدى العراق فعلا أسلحة محظورة. وقال كوك في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية كانت هناك طريقة بسيطة للتحقق مما اذا كان صدام يمتلك أسلحة دمار شامل لدى شن الحرب وهي السماح لرئيس المفتشين الدوليين هانس بليكس بإنهاء مهمته، وأوضح كوك أن بليكس قال انه بحاجة الى بضعة أشهر للتأكد من هذا الأمر. وتابع كوك الذي استقال في مارس 2003 بسبب معارضته الحرب على العراق الآن بعد عامين أدركنا أنه لا يوجد في العراق ترسانة او برامج أو عناصر كيميائية وبيولوجية او منشآت لانتاجها. وأكد الوزير البريطاني السابق أنه كان بامكاننا معرفة كل ذلك بأن نتيح لبليكس فرصة لانهاء مهمته كما كان يطلب دون شن حرب قتل خلالها ما يزيد عن 10 آلاف شخص. وأوضح كوك ان خيار الغزو الذي قام على أساس معلومات خاطئة كان خطأ مأسويا. وأضاف كوك، لا أستطيع الآن التأكيد ان العالم أصبح أكثر أمنا بسبب الطريقة التي تمت بها الأمور لكن هذه الطريقة (الحرب) تركتنا ازاء عراق بات مركزا للارهاب الدولي وهو ما لم يكن قائما من قبل. وأكد كوك ان العراق لم يكن يشكل تهديدا قبل الحرب لكنه أصبح الآن كذلك. عناد ورغم تقرير دوليفر فقد دافع الرئيس الامريكي جورة بوش وحليفاه البريطاني والاسترالي عن قرار شن الحرب على العراق. وقال بوش خلال اجتماع انتخابي انه كان على بلاده ان تبحث في كل مكان يستطيع فيه من وصفهم بالارهابيين امتلاك هذه الاسلحة وقد كانت الانظار موجهة الى البلد الذي كان يحكمه صدام حسين. وزعم بوش ان الخطر الحقيقي كان يتمثل في أن يعطي صدام أسلحة دمار شامل ومكونات لصنع هذه الاسلحة او معلومات الى ما أسماه بشبكات ارهابية. وتمسك رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد من جانبه بموقفه من غزو العراق. وجدد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير مزاعمه بأن صدام حسين كان ينوي تطوير أسلحة دمار شامل. وقال بلير من الواضح انه كان في نية صدام تطوير أسلحة وأنه لم يكن مستعدا للاستجابة الى قرارات الاممالمتحدة على حدّ زعمه. لكن ادارة الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية جون كيري اكدت على حجم الخطأ الذي ارتكبته ادارة بوش. وأجمعت الصحف الامريكية والبريطانية على أنه لم تكن في العراق أسلحة دمار شامل قبل الغزو.