جربة (الشروق) : يتواصل يوميا توافد العائلات الليبية على جزيرة جربة بأعداد كبيرة إذ يصل عدد العائلات التي هي تحت رعاية الأهالي والجمعيات الخيرية بالجزيرة إلى 1500 عائلة ويرتفع هذا العدد بكثير إن تم إدراج العائلات الأخرى التي تقيم بالنزل أو التي تقوم بكراء شقق على حسابها. ليتراوح عدد الليبيين المتواجدين حاليا بجربة بين 8000 و10000 وهي أرقام قابلة للزيادة والارتفاع. ولان بعض العائلات وهي خاصة العائلات الميسورة تقيم على حسابها وذلك برغبة منها, فان أغلب العائلات هي تحت رعاية أهالي الجزيرة وعدد من الجمعيات التي تكونت بجربة. فالمد التضامني من قبل متساكني جزيرة جربة للعائلات الليبية لم يتوقف وحملات جمع التبرعات لم تنقطع يوميا. هذه الجهود الشعبية دعمتها جهود مجموعة من الجمعيات مثل جمعية صيانة جزيرة جربة وجمعية النسيم الأخضر بجربة إضافة إلى عدد من الجمعيات ذات الطابع الخيري والتي تكونت حديثا مثل جمعية الرحمة بالماي وجمعية الإحسان وجمعية جربة للتضامن والتنمية والمجموعة التونسية الليبية للإغاثة الإنسانية. هذه الجمعيات لعبت ومازالت تلعب دورا هاما في توفير كل ما تحتاجه العائلات الليبية من إقامة وغذاء ورعاية صحية ونفسية ... كل عمليات الإغاثة هذه من قبل الجمعيات وأهالي الجزيرة تتم في ظل حضور محتشم للهلال الأحمر التونسي الذي لا يملك مقرا له بجزيرة جربة رغم وجود عدد من أبناء الجزيرة الناشطين ضمن هذه المنظمة. فان لم يتواجد مقر ومكتب للهلال الأحمر في مثل هذه الظروف التي تشهدها جزيرة جربة فمتى سيتركز هذا المقر ؟ فالهلال الأحمر التونسي كان له ومازال دور هام في اغاثة اللاجئين في الشوشة ورأس جدير وتطاوين كما كان له نفس الدور بجربة في بداية تدفق اللاجئين , لكن اليوم تراجعت تدخلاته ولئن كان حضور الهلال الأحمر محتشما في جربة, فان منظمات الإغاثة الدولية غائبة تماما عن الجزيرة. فرغم تعدد زيارات ممثلي الأممالمتحدة لجربة ومعاينتها لوضع العائلات الليبية وتدوينها وتسجيلها لقائمات طويلة لعدد الليبيين المقيمين بجربة , فان دور هذه المنظمات يتوقف عند الكتابة والتسجيل والوعود التي تبقى على الورق. وآخر هذه الزيارات لممثلي منظمة الأممالمتحدة لجزيرة جربة تمت مؤخرا حيث كان لهؤلاء الممثلين لقاء جمعهم بجمعية الرحمة وجمعية الإحسان والمجموعة التونسية الليبية للإغاثة الإنسانية. ولقد دار هذا الاجتماع بمقر جمعية الرحمة وكانت فيه ممثلة الأممالمتحدة حريصة كعادتها على الحصول على قائمة في عدد الليبيين. لكن ممثلي الجمعيات أصروا على تحديد موعد لتنفيذ هذه الوعود كما حرصوا على أن يقع إيفاد هذه المساعدات إلى مخازن بجزيرة جربة وليس تسليمها إلى مقر الهلال الأحمر بمدنين ثم نقلها إلى جربة. ولقد وافقت ممثلة منظمة الأممالمتحدة على ذلك في انتظار تنفيذ هذه الوعود. وللإشارة فان تزايد عدد العائلات الليبية بجربة وتوافدها المتواصل على الجزيرة يتطلب تدخلا فعليا من قبل منظمات الإغاثة الدولية خاصة وأن جهود الأهالي والجمعيات المحلية يمكن أن تتقلص في ظل الصعوبات الاقتصادية مع توافد العديد من العائلات الجربية العائدة إلى الجزيرة لقضاء عطلة الصيف .