تقدّم شيخ من الكاف يشكو إلى وكالة الجمهورية بتونس العاصمة طالبا إعادة فتح ملف ابنه «حمادي» الذي انتحر حرقا أمام قناة حنبعل ورجح الشاكي «حمادي حمادي» أن يكون ابنه تعرّض إلى الإهانة أو الاعتداء مما حزّ في نفسه فأقدم على الانتحار. السيد حمادي حمادي التقيناه بمدينة الكاف بعد أن غادر لتوه مستشفى أريانة وتحدث إلينا فكانت علامات الحسرة بادية عليه وقال إنه يعاني من إعاقة على مستوى رجله اليمنى ويبلغ من العمر 68 سنة قبل أن يتنهد وينطلق في سرد الأحداث التي ذهبت بابنه أكرم (28 سنة) الذي تزوج في نوفمبر الماضي وتوفي قبل أن يرى ابنه. يقول حمادي: «تزوّج ابني في نوفمبر الماضي وكان يعيش في العاصمة صحبة زوجته قبل أن تنطلق معاناته بمرض زوجته فقد أصبحت في حاجة ماسّة إلى متابعة طبية بسبب حملها وقد فرضت عليه صحتها المتدهورة البقاء دون عمل لرعايتها وهو ما زاد في آلامه خاصة أنه كان يعيش في مكان مخصص للقمامة استخدمه مسكنا بسبب عجزه عن تسويغ منزل وأضاف الأب أن ابنه اصطدم بانسداد كافة الأبواب في وجهه رغم أنه تردّد على العديد من المسؤولين في ولاية منوبة وحتى مقابلته للوالي لم تنه مأساته بشكل نهائي باعتباره لم يتحصل من ورائها إلا على وثيقة تمكنه من علاج زوجته. وأمام اشتداد أزمته قرّر خلال فيفري الماضي الاتصال بقناة حنبعل للمشاركة في أحد برامجها الاجتماعية وبالفعل توجه إلى مقر القناة يوم 25 فيفري وقدم حزمة من وثائق ويبدو أنه لم يفز بجواب يعيد إليه الأمل فأحرق نفسه وفارق الحياة يوم 27 فيفري متأثرا بحروق بليغة «لقد تقدمت بشكوى وطالبت بإعادة فتح ملف ابني حتى تظهر الحقيقة ونعلم الأسباب التي دفعت به إلى حرق نفسه ويضيف حمادي وقد يكون تعرض إلى الإهانة أو التعنيف أمام قناة حنبعل... إنه توفي في ظروف غامضة عندما كنت طريح الفراش بمستشفى أريانة وطالبت بنسخة من التقرير الطبي ولن أسكت عن حق ابني لقد وضعت منزلي للبيع حتى أتمكن من تكليف محام أو أكثر للمرافعة في قضية ابني».