شكل الثوار وحدة كوموندوس لاعتقال العقيد الليبي معمر القذافي فور دخولهم الى العاصمة طرابلس فيما بدأت لندن «هندسة» مستقبل ليبيا ما بعد العقيد والذي قد يكلفها على ارض الواقع 32 مليار دولار. طرابلسلندن (وكالات) وأوردت مصادر اعلامية مطلعة ان الهدف من تشكيل هذه الفرقة متمثل في إلقاء القبض على العقيد ونجله سيف الاسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي والذين صدرت في حقهم بطاقة جلب من محكمة الجنايات الدولية بتهمة التورط في جرائم ضد الانسانية. وقال وزير العدل في المجلس الانتقالي الليبي محمد العلاقي ان الثوار سينفذون مذكرة الاعتقال تمهيدا لمحاكمتهم. وأضاف ان صلاة الجنازة على جثة نظام القذافي ستقام خلال أسابيع. 32 مليار دولار والعيون على النفط وفي ذات السياق، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية ان لندن ستنفق نحو 32 مليار دولار لمساندة ليبيا بعد رحيل العقيد معمر القذافي لتجنب أخطاء الحرب على العراق. وأضافت ان المملكة المتحدة أنفقت الى حد اللحظة 260 مليون جنيه استرلينيا في الحرب على ليبيا على الرغم من وعود الحكومة بأن تكاليف المشاركة في الحرب لن تتجاوز عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية. وأشارت جريدة «ذي غارديان» بدورها، الى أن لندن تطالب بتسوية سلمية متكاملة بخصوص مرحلة «ما بعد العقيد» مؤكدة ان «وثيقة الاستقرار» التي أعدّت تحت اشراف وزارة التنمية الدولية قدّمت الى المعارضة الليبية في بنغازي وتتضمن الأولويات بعد وقف اطلاق النار بين النظام والثوار. وتنصّ الوثيقة على أن القذافي سيغادر ليبيا أو سيجبر على التنحي عن السلطة وأن في هذه المرحلة الحرجة لابدّ من منع أعمال الانتقام والنهب بالتوازي مع توفير الخدمات الأساسية. وتضيف انه من المحتمل ان يوفّر مراقبون دوليون التأمين الكافي لوقف اطلاق النار حيث من المرتقب والمتوقّع ان تلعب تركيا دورا كبيرا في هذا السياق. ويأتي الأمن والعدالة في المرتبة الثانية على سلم الأولويات مع توصيات على ضرورة تجنب المثال العراقي في حلّ الجيش والشرطة. وتشتمل الوثيقة على توصيات «مهمة» حول البنية التحتية وصادرات النفط والخدمات الأساسية مثل التعليم والمياه والصحة. ومن المتوقع ان تحظى الوثيقة بموافقة المعارضة الليبية والمجتمع الدولي والدول العربية خلال اجتماع مجموعة الاتصال من أجل ليبيا المقرر في اسطنبول أواسط جويلية القادم. امداد بالسلاح ميدانيا، أقرت باريس بإمدادها الثوار الليبيين في الجبل الغربي المتاخم للعاصمة طرابلس والقريب من الحدود التونسية بالأسلحة عن طريق انزالها بالمظلات. وكانت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية قد ذكرت في عددها الصادر أمس ان باريس قدمت للثوار الليبيين أسلحة عن طريق انزالها بالمظلات مشيرة الى أن الأسلحة تمثلت في قاذفات صواريخ وبنادق هجومية ومدافع وصواريخ مضادة للدبابات. وأضافت أن الهدف من شحنات الأسلحة هذه هو مساعدة الثوار في الجبل الغربي ومنطقة طرابلس وتشجيع الثورة الشعبية داخل العاصمة الليبية. وأشارت الى أن المعارضة المسلحة استولت مؤخرا على عدة مناطق منها «نالوت» و«الجوش» و«شكشوك» و«يفرن» وكلها مناطق مطوقة للعاصمة.