أعلن مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أمس أن الأخير معني بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف العقيد معمر القذافي وأن المجلس قد يشكل وحدة كومندوس خاصة لتحقيق هذا الهدف. وجاء هذا الاعلان في حين كشفت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس أن فرنسا قامت بتزويد الثوار الليبيين جوا بكميات كبيرة من الأسلحة في خطوة تهدف إلى محاولة إعطائهم دفعة للتقدم نحو معقل القذافي في العاصمة طرابلس، وفي الوقت الذي وافقت فيه لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قرار يجيز رسميا استمرار مشاركة الولاياتالمتحدة في العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في ليبيا لكنه يمنع نشر قوات أمريكية على الأرض هناك. وفي تصريحات صحفية نشرت أمس، قال وزير العدل في المجلس الانتقالي محمد إبراهيم العلاقي إن المجلس معني بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية بخصوص اعتقال القذافي ملمحا إلى استعداد المجلس ل»تشكيل وحدة كومندوس خاصة لهذا الغرض». ونفى العلاقي ما يشاع عن احتمال وقوع حرب أهلية في حال دخل «ثوار 17 فبراير» إلى العاصمة طرابلس مشددا على أن المتظاهرين أرادوها منذ البداية ثورة سلمية بيد أن النظام الليبي هو من يتحمل مسؤولية تحويلها إلى «ثورة حمراء». يشار إلى أن المتحدث باسم المجلس الانتقالي محمود شمام كان أكد أول أمس أنه لا مجال للتفاوض مع القذافي بعد صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية. وشدد شمام -الذي كان يتحدث من ساحة الإليزيه في باريس بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- على أنه لا توجد أي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع العقيد القذافي. دعم فرنسي وفي الوقت الذي تشير فيه المعلومات الواردة من داخل الأراضي الليبية إلى تحقيق الثوار انتصارات على كتائب القذافي في زحفهم باتجاه طرابلس، كشفت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في عددها الصادر أمس أن فرنسا قامت خلال الأسابيع القليلة الماضية بإمداد هؤلاء بالسلاح عبر إسقاطه بالمظلات فوق منطقة جبل نفوسة جنوب العاصمة طرابلس. ووفقا للصحيفة، تلقى الثوار الليبيون بنادق هجومية وقاذفات صورايخ وصواريخ مضادة للدروع في خطوة عملية تعكس الرغبة الفرنسية في مساعدة الثوار ميدانيا على اقتحام العاصمة طرابلس. وقد أكد متحدث عسكري فرنسي في تصريح أدلى به في وقت لاحق أمس هذه المعلومات جزئيا بالقول أن بلاده قامت بالفعل بتزويد مقاتلي المعارضة الليبية في الجبل الغربي بأسلحة وذخائر وأغذية «في أوائل الشهر الحالي لمنع قوات القذافي من اجتياح المنطقة. إلا أنه أضاف أن الأمر يتعلق ب»أسلحة صغيرة وذخائر» تم إسقاطها «فيما كان الوضع الامني يتدهور ما يهدد المدنيين الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم». مواقف دولية في هذه الأثناء، أعلن في واشنطن أن مجلس الشيوخ بالكونغرس الأمريكي أجاز أول أمس مشاركة الولاياتالمتحدة في العملية العسكرية التي يقودها حلف «الناتو» في ليبيا لكن شريطة عدم التدخل بقوات برية على الأرض. ووافقت لجنة العلاقات الخارجية في المجلس بأغلبية 14 صوتا مقابل خمسة على مشروع القرار الذي قدمه السناتور الديمقراطي جون كيري والسناتور الجمهوري جون مكين وأحالته إلى المجلس بكامل أعضائه. ويجيز مشروع القرار المشاركة في المهمة لمدة تصل إلى عام واحد بعد موعد اعتماد الكونغرس للقرار ما لم تنته مهمة حلف الاطلسي قبل ذلك. ويقول أيضا إن الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي هدف للسياسة الأمريكية ويدعو إلى أن تسترد الولاياتالمتحدة وحلف الأطلسي تكاليف العملية من الأموال المجمدة من حكومته.