اسطنبول وكالات دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس صراحة ولأول مرة العقيد الليبي معمر القذافي إلى التخلي عن السلطة في بلاده «فورا». وقال أردوغان للصحافيين «نحن نأمل ان يترك الزعيم الليبي ليبيا ويتخلى عن السلطة فورا لاجله ولاجل مستقبل بلده ومن اجل وقف اراقة المزيد من الدماء والدموع ووقف الدمار». واضاف «نريد ان نذكره بان عليه ان يقوم بهذه الخطوة التي لامفر منها، من اجل وضع حد للمعاناة»، مذكرا بمقتل احد ابناء الزعيم الليبي وثلاثة من احفاده في غارة جوية السبت الماضي. وتعتبر مناشدة اردوغان الرجل القوي في انقرة القذافي الرحيل عن الحكم في ليبيا تطورا لافتا، بل ويؤشر إلى انقلاب في الموقف التركي من الصراع في ليبيا حيث يخوض الثوار حربا شرسة فرضها عليهم نظام القذافي عندما بدؤوا تحركهم السلمي في 17 فيفري الماضي مطالبين بالحرية والكرامة وبرحيل زمرة نظام يتحكم في مصائرهم منذ أكثر من 40 سنة. ولم تكن تركيا حتى يوم أمس تطالب برحيل القذافي بل بعقد هدنة بين قواته والثوار الليبيين. كما اتخذت أنقرة - العضو الإسلامي الوحيد بحلف شمال الاطلسي (الناتو)- إلى حد الآن موقفا معارضا للدعوات المنادية بفرض حظر جوي على ليبيا الأمر الذي أثار في حينه رد فعل شعبي غاضب في تركيا وفي ليبيا حيث كان ينتظر منها موقفا يفترض أن يناصر الشعب الليبي صاحب الحق في الحرب التي فرضها عليه نظام القذافي.
إغلاق السفارة التركية
يأتي هذا التطور غداة إعلان تركيا أول أمس إغلاق سفارتها في العاصمة الليبية بصفة مؤقتة، وإرسال طاقم السفارة إلى تونس. وفي تصريح أدلى به بهذا الخصوص، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو «قررنا إخلاء سفارتنا في طرابلس مؤقتا لاعتبارات أمنية، وسفيرنا لدى طرابلس سافر سالما إلى تونس في الصباح، وتركيا تراقب عن كثب تغيرات الأوضاع الأمنية في ليبيا». وأضاف أوغلو «ستتواصل علاقاتنا مع كافة الأطراف وكذا جهودنا المكثفة الرامية إلى الحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء وتمهيد الطريق لعملية سياسية تتماشى مع المطالب المشروعة للشعب الليبي». واتخذ قرار إغلاق السفارة بعدما استهدفت عدة سفارات أجنبية في طرابلس ومنها سفارتا بريطانيا وإيطاليا بالإضافة إلى مجمع للأمم المتحدة، لهجمات من جانب حشود غاضبة أعقبت الهجوم الصاروخي الذي شنته قوات التحالف بقيادة الناتو مساء السبت الماضي والذي قالت الحكومة الليبية إنه أسفر عن مقتل سيف العرب أصغر أنجال العقيد الليبي معمر القذافي وثلاثة من أحفاده. وكانت بريطانيا قد قررت الأحد طرد السفير الليبي المعتمد لديها عقب تلك الهجمات.
تطورات ميدانية
ميدانيا، صعدت القوات الموالية للقذافي من وتيرة هجماتها على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في الجبل الغربي (جبل نفوسة)، حيث أفاد لاجئون بأن سكان تلك المنطقة المعزولة قد أضحوا «على حافة المجاعة». وقال المتحدث باسم المعارضة في المنطقة: «لقد سقط على الأقل 10 صواريخ من طراز غراد، أطلقتها قوات القذافي المتمركزة شمال البلدة». وقامت قوات القذافي بقصف مدن وبلدات البربر في منطقة الجبل الغربي النائية، والقريبة من الحدود مع تونس، وذلك بعد انضمام سكان تلك المنطقة إلى المعارضة المناوئة لنظام القذافي في 25 فيفري الماضي. وفي مصراتة، قصفت كتائب القذافي ميناءالمدينة الذي يسيطر عليه المعارضون بالصواريخ والقذائف، ما عطّل عمليات توصيل الإمدادات عن طريق البحر للمدينة المحاصرة. وقد أفادت مصادر طبية بأن حصيلة معارك أول أمس بلغت 14 قتيلاً ونحو 30 جريحاً.
دعم مالي للثوار
في الأثناء، أفاد علي الترهوني، مسؤول المالية بالمعارضة الليبية أمس بأن المعارضة تتوقع أن تقرضها القوى الأجنبية ما بين 2 و3 مليارات دولارات بضمان الأصول الحكومية الليبية المجمدة بالخارج، لإنقاذ الاقتصاد الليبي، الذي يتوقع انهياره بحلول جوان المقبل.