عاد النشاط والتنعم بنسمات البحر إلى سواحل الشمالية لمدينة صفاقس على طول قرابة الكيلومترين من واجهة بحرية تم استرجاعها بمنطقة تبرورة. تمت أشغال إزالة التلوث والردم لإعادة ساحل سيدي منصور إلى سالف عهده في سنوات ما قبل «ن ب ك». لكن المتابعة البيئية لم ولن تنتهي ما دامت نية الساهرين على المشروع لا تزال تحاول التأكد من كل جوانب السلامة في محيط منطقة التدخل. ولمزيد التعريف ببرامج هذه المتابعة البيئية وتقديم نتائجها، قامت شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس بالتعاون مع بلدية صفاقس يوم الاثنين الفارط بتنظيم يوم دراسي ضمّ عديد المشاركين من مختلف المصالح المعنية ومكونات المجتمع المدني والإعلام والخبراء والجامعيين. وافتتح هذا اليوم السيد نجيب عبد المولى، رئيس بلدية صفاقس والسيد محمد قويدر، رئيس مدير عام الشركة. تطرقت المداخلات المقدمة من قبل خبراء اشتغلوا وتابعوا جوانب تقنية وإيكولوجية صلب مخابر بحث وجامعات ومراكز علمية وشركات ومكاتب دراسات خاصة إلى عديد المحاور شديدة الخصوصية والدقة المتعلقة بالبيئة عموما في منطقة تبرورة. عن جامعة صفاقس، قدم السادة محمد شورى من المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس والحبيب العيادي وعبد الرحمان بوعين من كلية العلوم بصفاقس برامج متابعة وضعية ساحل تبرورة ومنشآت حماية الساحل ونمو وصحة المجموعات النباتية والحيوانية والكائنات المجهرية المتواجدة بالساحل الشمالي لصفاقس. كما دققت السيدة لطيفة بن عمران من المراكز الوطنية للحماية من الأشعة ومنسقة برنامج المتابعة بمشروع تبرورة على شمولية هذه المتابعة والنتائج مطمئنة جدا المتحصل عليها بشهادة عديد المتدخلين في المجال وحتى المنظمات العالمية على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما شجع على مزيد التطوير في هذا البرنامج. وقدم ممثل مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة السيد محمد رماح نتائج التحاليل المجراة طيلة سنوات على نوعية المياه والأتربة بمنطقة تبرورة مؤكدا على النوعية المرضية جدا لمياه البحر على كامل الواجهة الساحلية مع ضرورة متابعة نقاط تصريف مياه الأمطار. وفي حين قدم السيد وسيم حمزة من شركة «AFRIC SOIL» النتائج الأولية لبرنامج متابعة نوعية الأتربة وصلابة الأسطح في المنطقة الساحلية، عرض السيد رمزي الحلواني من شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس التدخلات الميدانية التي قامت بها الشركة بالتعاون مع مختلف المتدخلين لتأطير وفود المواطنين للمنطقة الساحلية والتي تهم الإنارة العمومية، مداخل المنطقة، مأوى السيارات، استغلال الشاطئ وحماية المصطافين. كما تم على إثر نقاش ثري طرح عديد التوصيات أهمها: ضرورة مواصلة المجهودات الرامية إلى المتابعة البيئية لكل مكونات منطقة تبرورة بالاستعانة بالخبرات الجامعية والبحثية وغيرها من القدرات الوطنية والدولية. العمل على تنظيم يوم مفتوح لمختلف شرائح المجتمع يهدف إلى تعزيز الثقة في ما تمّ إنجازه من أشغال إزالة تلوث السواحل الشمالية لمدينة صفاقس والإصغاء إلى انتظارات المتساكنين بما يسهم في إنجاح المراحل القادمة لمشروع تبرورة. التفكير في التهيئة المستقبلية للمنطقة خاصة في ما يتعلق بمصير محطة نقل البضائع بمنطقة السكك الحديدية ومصنع SCIN والمناطق المجاورة له. الحرص على تكثيف المراقبة والعناية بقنال تصريف مياه الأمطار كلم 4 ووادي الزيت لما لهما من تأثير هام على سلامة الوضع البيئي بالشريط الساحلي الجنوبي لمدينة صفاقس.