نظمت شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية بصفاقس مؤخرا يوما دراسيا حول نتائج المتابعة البيئية لمنطقة تبرورة حضره عدد هام من المهتمين ، والباحثين والمتخصصين. وتمحورالنقاش حول هذه المسألة التي أسالت الكثيرمن الحبروالجدل لدى الرأي العام، وطرحت العديد من التساؤلات الحارقة منها : هل أنّ شاطئ تبرورة صالح للسباحة بعد كل الذي قيل عنه، كالمخاطر و الإشعاعات، مما بعث الكثيرمن المخاوف في النفوس، فضلا عن وجود حفرعلى مقربة من الشاطئ، بالإضافة إلى ما يجري حاليا من لهو وهرج وضجيج ومظاهرمزرية ترفضها العائلات المحافظة .؟ مياه وفق المواصفات العالمية «الأسبوعي» واكبت الحدث ، واتصلت ببعض المتخصصين لتوضيح النقاط الغامضة حيث يرى رمزي الحلواني، أحد المسؤولين بالمشروع، أنّه بعد أشغال إزالة التلوّث والردم بالسواحل الشمالية وبعد التسلّم النهائي للأشغال بدأت عمليات المتابعة البيئية . وتطرّق إلى أبرزالنتائج منها نوعية المياه،إضافة إلى نوعية الأتربة والكائنات الحية البحرية ، ونوعية الهواء و المراقبة الإشعاعية ، وبخصوص مياه البحر كانت النتائج مشجعة بإجماع كل الخبراء ، فنوعية المياه تتلاءم مع المرجعيات الوطنية ومواصفات المنظمة العالمية للصحّة ، ولكن لابدّ من مزيد متابعة قنوات تصريف مياه الأمطارالتي تصبّ في مشروع تبرورة .واعتبرالباحث محمد الرماح أن مياه البحر بالنسبة إلى السباحة مقبولة، ولكنّ الواقع يبدوغيرذلك . الموادّ المشعّة وحدّثتنا لطيفة بنعمران باحثة من المركز الوطني للحماية من الأشعّة فأشارت إلى أنّ مصنع آن-باي-كا كان يوجد بمنطقة تبرورة . هذا المصنع خلّف ترسّبات ناتجة عن تحويل الفسفاط إلى حامض فوسفوري . أكوام الفوسفوجيبس توجد بها موادّ مشعّة طبيعية و الأورانيوم موجود في الفسفاط ولا يمكن فصله وهو موجود في التراب العادي. واعتبرت محدّثتنا أنّنا محظوظون لأنّ الفسفاط المنتج لدينا به كميات صغيرة من الراديوم يمكن التخلّص منها بسرعة. وأشارت في تحليلها إلى أنّ القانون المتعلّق بالحماية من الأشعة يعتبرأنّ المواد المشعّة مواد طبيعية باعتبارها تتلاءم مع مواصفات الوكالة العالمية للطاقة الذرية في إطار مراقبة مشروع تبرورة، وذكرت أنّ المراقبة تمّت قبل الأشغال وأثناءها وبعدها . وذكّرت بأنّه خلال سنتي 1998و 1999تمّت دراسة تأثيرات أكوام الفوسفوجيبس على السكان بالمنطقة . الدراسات توصّلت إلى أنّ الجرعة الإشعاعية للسكان بوجود أكوام الفوسفوجيبس متوافقة مع المقاييس العالمية . وفي إطار مراقبة العمال والسكان مراقبة إشعاعية من قبل المركزالوطني بإشراف خبرات وطنية وأجنبية أثبتت النتائج أنّ العمال لم يتأثروا بالمواد المشعّة ، وتشيرهذه النتائج إلى أنّ قيس جرعة الراديون(غاز مشعّ) متوافقة مع المقاييس الوطنية . نقاط سوداء وأكّد الباحث محمد شورى أنّ التلوّث بتبرورة قد تمّت إزالته إزالة كاملة على مستوى المياه والتربة وهي نتائج مدعّمة بتحاليل. ثمّ تمّ عزل التلوث عن المنتزه الحضري. وأشار إلى وجود نقاط سوداء في المشروع منها : وجود مياه ملوثة بحزام بورقيبة لحماية صفاقس من الفيضانات مما يؤثرعلى نوعية المياه الموجودة في الشاطئ المفتوح للسباحة وهنا تكمن مسؤولية الجميع . فمن الضروري التدخل من قبل البلدية و ديوان التطهير والمنظمات والمواطنين للحفاظ على سلامة الشاطئ، فالمواطن مدعوّ إلى عدم إلقاء المزابل في المشروع ، والبعض من الصناعيين مازال يلقي مادة المرجين ومياه الدبغ في المنطقة. ودعا محدّثنا إلى التعجيل بتهيئة السواحل الجنوبية وإزالة مصنع السياب في أقرب وقت ، فذلك هو الحلّ الجذري. وأشار إلى أنّه من حسن حظّنا أنّ حركة المياه و تنقّل الترسبات تتمّ من الشمال إلى الجنوب، فلو يحصل العكس ستكون الكارثة. وجود تنوع بيولوجي واعتبر الباحث عبد الرحمان بوعين وجود تنوع بيولوجي بالنسبة إلى الحيوانات التي ترى بالعين المجرّدة مثل القوقعيات والقشريات ضمن الكائنات البحرية ، فهي السبب في تنمية الكائنات المجهرية . أمّا النباتات البحرية فقد بدأت تأخذ مكانها ،وما يقلق هو وجود الطحلب (الصلق البحري) الذي يتسبب في وجود مساحات خضراء تمنع الأشعّة الشمسية من المرورفي الماء وتمنع نموالكائنات النباتية الأخرى مما يترتب عن ذلك نقص في الأوكسيجين ...وأشارالأستاذ بوعين إلى وجود ثلاثة مشاكل تستوجب ثلاثة حلول هي : إيجاد حلّ لمصبّ وادي الزيت في مستوى ساقية الزيت؛ فهو مصبّ يتسبب في انتشار بعض السموم (نفط ،مزابل وغيرها...)،وإيجاد حلّ لمصب «حزام بورقيبة»و منع مرورالمياه المستعملة إلى البحر فهي السبب في نموّ نبتة الصلق البحري .واختتم حديثه بالقول بأنّه ينبغي الانتظار بعض الوقت حتّى تقوم الطبيعة بوظيفتها من أجل تصفية المياه. هذه بعض المفاهيم العلمية والنظرية التي جاءت فيها النتائح وفق تحاليل دقيقة ،ولكن يبقى النظري في واد والتطبيقي في واد ثان إلى تأكيد جدوى المشروع على أرض الواقع بعد تهيئة المنطقة تهيئة كاملة وتيسيرالمرورإلى الشاطئ و تأمين سلامة المصطافين ، فضلا عن تهيئة السواحل الجنوبية بالمدينة.