نظمت شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية بصفاقس بالتعاون مع البلدية يوما دراسيا حول نتائج المتابعة البيئية لمنطقة تبرورة حضرها عدد هام من المهتمين، والباحثين والمتخصصين. برنامج هذا اليوم تضمّن ثماني مداخلات حول المحيط الاجتماعي والاقتصادي وبرنامج المتابعة من قبل الدولة للساحل في منطقة تبرورة وأشغال الحماية البحرية ونتائج مصادر الإشعاعات بالمنطقة ونتائج حملات تحاليل المياه والترسبّات بها ونتائج تقييم حالة تطور الحيوانات والنباتات على طول الشريط الساحلي لتبرورة. و تضمّن البرنامج أيضا نقاشا حول هذه المسألة التي أسالت الكثير من الحبر والكثير من الجدل لدى الرأي العام، وطرحت العديد من التساؤلات الحارقة منها: هل أن شاطيء تبرورة صالح للسباحة بعد الذي قيل عنه بأنّ به العديد من المخاطر مما بعث الكثير من المخاوف في النفوس، فضلا عن وجود حفر على مقربة من الشاطىء، بالإضافة الى ما يجري من لهو وهرج وضجيج ومظاهر مزرية ترفضها العائلات المحافظة بالجهة. مياه وفق المواصفات العالمية رمزي الحلواني أحد المسؤولين عن المشروع، يرى أنه بعد أشغال إزالة التلوّث والردم بالسواحل الشمالية، وبعد التسلّم النهائي للأشغال بدأت عمليات المتابعة البيئية، وهي متواصلة إلى الأن، وتطرّق إلى أبرز النتائج، منها نوعية المياه، مياه البحر والمياه السطحية، إضافة الى متابعة نوعية الأتربة والكائنات الحية البحرية، ونوعية الهواء والمراقبة الإشعاعية، فتبيّن أنّها مطابقة للمواصفات العالمية، وبخصوص مياه البحر كانت النتائج مشجعة بإجماع كل الخبراء. فنوعية المياه تتلاءم مع المواصفات الوطنية ومواصفات المنظمة العالمية للصحّة، ولكن لابدّ من مزيد متابعة قنوات تصريف مياه الأمطار التي تصبّ في مشروع تبرورة. واعتبر الباحث محمد الرماح أن مياه البحر بالنسبة الى السباحة مقبولة. الموادّ المشعّة وحدّثتنا لطيفة بنعمران باحثة من المركز الوطني للحماية من الأشعّة، فأشارت الى أن المراقبة تمّت قبل الأشغال وأثناءها وبعدها، وذكّرت بأنه خلال سنتي 1998 و1999 تمّت دراسة تأثيرات أكوام الفوسفو جيبس على السكان بالمنطقة وتوصلّت الى أن الجرعة الإشعاعية للسكان بوجود أكوام الفوجفوجيبس متوافقة مع المقاييس العالمية وفي إطار مراقبة العمال والسكان مراقبة إشعاعية من قبل المركز الوطني للحماية من الأشعّة من قبل خبرات وطنية وأجنبية. وأثبتت النتائج أنّ العمال لم يتأثروا بالمواد المشعّة، وتشير النتائج الى أن قيس جرعة الرادون (غاز مشعّ) كانت متوافقة مع المقاييس الوطنية. نقاط سوداء وأكد الباحث محمد شوري أن التلوث بمنطقة تبرورة قد تمت إزالته إزالة كاملة على مستوى المياه والتربة. وهي نتائج مدعمة بتحاليل أثناء المتابعة. ثم تمّ عزل التلوث عن المنتزه الحضري. وأشار في تدخّله الى وجود نقاط سوداء في المشروع منها: وجود مياه ملوثة بحزام بورقيبة لحماية صفاقس من الفيضانات مما يؤثر على نوعية المياه الموجودة في الشاطىء المفتوح للسباحة. وهنا تكمن مسؤولية الجميع. فمن الضروري التدخل من قبل البلدية وديوان التطهير والمنظمات والمواطنين للحفاظ على سلامة الشاطىء. ودعا محدّثنا الى التعجيل بتهيئة السواحل الجنوبية وإزالة مصنع السياب في أقرب وقت وأشار الى أنه من حسن الحظ أن حركة المياه وتنقّل الترسبات تتم من الشمال الى الجنوب، ولو يحصل العكس لتكون الكارثة. وجود تنوع بيولوجي وأشار الأستاذ عبد الرحمان بوعين الى وجود ثلاثة مشاكل تستوجب ثلاثة حلول هي: إيجاد حلّ لمصبّ وادي الزيت في مستوى ساقية الزيت باعتباره مصبّا يتسبب في انتشار بعض السموم (نفط، مزابل وغيرها..) وإيجاد حلّ لمصب سي كا 4 (حزام بورقيبة) ومنع مرور المياه المستعملة الى البحر باعتبارها السبب في نموّ نبتة الصلق البحري. واختتم حديثه بالقول بأنّه ينبغي الانتظار بعض الوقت حتى تقوم الطبيعة بوظيفتها من أجل تصفية المياه.