مهرجان أفينيون ملتقى عشّاق المسرح من ممثلين ومخرجين تقنيين وموزّعين ومديري مهرجانات وطلبة فنون تتحول من أجله المدينة الصغيرة الى عاصمة لعشّاق الفن الرّابع في العالم. لاوّل مرّة ستكون تونس حاضرة بكثافة في هذا المهرجان من خلال خمسة عروض لمسرحية «يحي يعيش» لمجموعة «فاميليا» نصّ جليلة وبكّار وإخراج فاضل الجعايبي وقد كانت المسرحية عرضت في باريس خلال شهر جانفي الماضي بعد 14 جانفي بأيّام قليلة وستعرض المسرحية يوم 16 جويلية الجاري ويوم 17 ستقدّم في عرضين متتاليين وكذلك يوم 18 جويلية وقد نفدت كل التذاكر للعروض الخمسة بسبب شهرة تونس وسمعة فاضل الجعايبي الذي عانى طويلا مع مجموعة فاميليا من المطاردة من لجان الرقابة وخاصة في مسرحية «خمسون»وفي «يحيى يعيش»كما منع لسنوات من التلفزة والإذاعات التونسية بسبب مواقفه الجريئة ضد قمع الحريات والدفاع عن حرية التعبير والابداع . سبق تونسي حضور تونس في هذا المهرجان الكبير سيكون على أكثر من واجهة إذ أنّ وزارة السياحة ستستغلّ فرصة المهرجان للقيام بحملة دعائية للسياحة الثقافية من خلال جناح خاص ومعرض عن المعالم الأثرية التونسية ومهرجانات الجاز والموسيقى السمفونية والصحراء والواحات والمتاحف كما ستكون القناة التونسية الأولى حاضرة لتغطية هذا الحدث الكبير الذي يعتبر اعترافا دوليا بريادة الفنان فاضل الجعايبي كمسرحي تحدّى المؤسسّة ولم يرضخ لضغوطها السياسية وتمسّك منذ أواخر الستينات بحق الفنّان في تقديم فن مبني على السؤال وتحريك السواكن والمياه الرّاكدة وهو قدر أي فنان حقيقي دون أن يتورّط في الممارسة السياسية المباشرة مهرجان أفينيون في دورته الخامسة والستين من 6 الى 26 جويلية سيكون مناسبة للجمهور الواسع في العالم لاكتشاف تجربة فاضل الجعايبي وجليلة بكّار ومجموعة «فاميليا»التي ستكون لها جولة في البرازيل والأرجنتين والنرويج وهولاندا لتقديم مسرحية «يحيى يعيش»التي تكاد تكون تنبأت بسقوط النظام السّابق .