تونس «الشروق»: تأسيسا على مواقفها الاخيرة سواء من مسألة الانتخابات الرئاسية او التشريعية واضافة الى نوعية خطابها السياسي الهادئ جدا. يمكن القول انه بدأت تتشكل في تونس قاعدة لأحزاب وسط! وقد يهم هذا الامر 3 احزاب هي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد الوحدوي الديمقراطي اللذين اختارا مبايعة وتزكية ترشيح الرئىس زين العابدين بن علي في الاستحقاق الرئاسي القادم وحزب الوحدة الشعبية والتي خيّرت الاعتماد في حملتها الانتخابية (او ذلك ما تشير اليه الدلائل) على خطاب هادئ في المحاور التي تركّز عليها عادة احزاب المعارضة في تونس. وهي دئما محاور سياسية عامة تدور حول التعددية ودعم المسار الديمقراطي عموما. والملاحظ ان نفس هذه المحاور هي التي تحوم حولها ايضا خطابات بقية الاحزاب المعارضة لكن الفرق يكمن بينهما في خطاب الطرح وليس في الطرح، وفي لهجة الخطاب التي تتميّز عند الثلاثة احزاب الاولى بالهدوء الذي يشير انها تريد ان تؤسس لعلاقة جيدة مع السلطة وانها مازالت متمسكة بخيار الوفاق معها. وبالطبع فإن هذه الاحزاب تنطلق في خياراتها هذه (وهي خيارات جعلتها في قطيعة تامة مع القطب الآخر المعارض) من قراءة لوزنها هي كأحزاب ولوزن التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، ولوزن الحقائق الاجتماعية والسياسية في الواقع التونسي. اذ اختارت كل المنظمات الوطنية وهي اثقل وزنا ان تسير على هذا المنوال اي التمسك بخيار الوفاق ، وان تواصل علاقتها الجيدة بالسلطة، بل حتى في الانتخابات التشريعية اختارت هذه المنظمات كلها ان يتواجد ممثلوها على لائحات وقائمات التجمع الدستوري الديمقراطي. وبالتالي فإن الاحزاب المعنية انخرطت في وضع عام وفي مشهد قائم بطبعه وفي ميزان هو الأثقل. وهذه الحقيقة، هي التي قادت الى تشكل قطب كامل حول السلطة هو بكل المقاييس الأغلبي. مما يقيم الدليل في الظن من الآن، انه لن توجد اي مفاجآت خلال فرز النتائج الانتخابية القادمة. هذا من جهة ومن جهة أخرى سينتج عن هذه الحقيقة امر آخر يتمثل في ان هذه الاحزاب، ستكون منطقيا صدى للصوت التعددي داخل الاطر الدستورية الرسمية مما سيضع على محك الاختبار اكثر فأكثر خطابها الوسطي ومدى اسهامه في اثراء الحوار في تونس السياسي والاقتصادي وغيره! وهو امر هام بالقطع. إلا انه توجد ملاحظة تتمثل في ان جل القائمات المستقلة تتكون من منخرطين في هذه الاحزاب! لماذا وماهي دلالات هذه المسألة؟