تعد تربية الأسماك بمياه السدود والبحيرات الجبلية من المشاريع الجديدة التي تعزز وتدعم اقتصاد الجهة التي تضم حوالي 260 ألف ساكن ينتظرون يوميا حاجياتهم من الأسماك التي يتم جلبها من العاصمة وتصبح في فصل الصيف غير قابلة للاستهلاك بمفعول الحرارة التي تعرضت إليها أثناء نقلها وهو ما يؤدي إلى عزوف بعض المستهلكين عن اقتنائها زمن الحر خوفا من مخاطرها التي تؤدي أحيانا إلى الهلاك. وللتعرف على خصوصيات مشاريع تربية الأسماك التقت «الشروق» السيد أحمد التيجاني البناني رئيس مصلحة المحافظة على المياه والتربة بالكاف، فأفادنا بأن الأسماك التي تم زرعها بالسدود والبحيرات الجبلية تكون عنصرا هاما في الحفاظ على التوازن بين التفاعلات البيولوجية والكيمياوية حتى لا يقع تلويث المياه نتيجة هذه التفاعلات وتصبح مياه السدود غير صالحة للاستهلاك بفقدانها لكمية الأكسجين. ومن جهة أخرى فهي تزيد في توفير الثروة السمكية وتوفر مواطن شغل محترمة. وأضاف البناني أنه تم زرع كميات كبيرة من أسماك «البوري» بالسدود الجبلية بوادي سلامة بالقصور ووادي ملاق بنبر ووادي السواني بالكاف الشرقية ووادي المالح بالدهماني. وقد أصبحت هذه الأسماك متوفرة بكثرة بوادي سلامة بالقصور ووادي ملاق بنبر، ويتم صيدها وبيعها بأسواق الجملة بالجهة وبتونس العاصمة بأسعار تتراوح بين ثلاثة وخمسة دنانير للكيلوغرام الواحد. ويدعو السيد أحمد التيجاني البناني الشبان القاطنين بهذه الأماكن والذين يرغبون في الحصول على رخص صيد أن يبدوا استعدادهم للقيام بدورات تكوينية، لأن مياه السدود والبحيرات الجبلية تختلف عن مياه البحار. وأكد محدثنا أن فوائد هذه المشاريع ستكون كبيرة من حيث مردودها الاقتصادي والاجتماعي والصحي على الجهة.