اليوم، وفي ظل الهجوم الخطير والأسئلة الخطيرة التي تشنّها برامج تلفزيون الواقع، أصبح الحديث في «رباعيات الخيام» مثلا، كما الحديث عن الأسطورة أو كما الخرافة! اليوم أصبحنا رغما عن أنوفنا نسمع تخاريف وخرافات الواقع عبر تلفزيونه، لنأخذ مثلا برنامج «المسامح كريم» الذي يحظى بشعبية كبيرة، أليست «رباعياته» أفضل من «رباعيات الخيام»؟! عفوا لا تتساءلوا عن الرباعيات طويلا، فالمقصود هنا، أغاني الفنان الكبير صابر الرباعي، التي تستخدم في كل حلقة من حلقات المسامح كريم كالقنابل المسيلة للدموع. فهذه رائعة «صرخة» التي لطالما تلذّذها المستمع والجمهور في المهرجانات وفي الاذاعات والحواسيب والسيديهات (الأقرصة)، تقصف أضعف جوانب الانسان فيه.. إحساسه، فترى الدموع متناثرة في أستوديو «المسامح كريم»، وكأنها سحابة شتاء مطرها يزخّ بئرا هو أصلا قد فاض به الماء، لا الكيل طبعا منذ سنوات. وهذه أغنية الأم تجذب دموع الأمهات، وتلك أغنية الأب تقطّع ما تبقّى من أحشاء الآباء من أجل دمعة قد تنزل أو لا تنزل، وهكذا دواليك. نفس أغاني الفنان صابر الرباعي، التي هي في الأصل من أجمل ما غنّى أمير الطرب تتكرّر كل جمعة في برنامج «المسامح كريم». ومع المعذرة للفنان صابر الرباعي، أليس ثمّة أصوات أخرى غنّت للحزن واللوعة والألم والأسى، في البلاد التونسية، أم أن «المسامح كريم» اختار صابر الرباعي ليتوجّه سلطانا على عرش أغاني اللوعة والألم، لا أغاني الطرب كما هو متعارف عليها. كل الأمل أن لا نقول يوما «يلّي كان يشجيك المسامح كريم برباعياته»، حتى يظلّ صاحب «صرخة» فنان الطرب لا فنان الألم والأنين. وسامح اللّه «المسامح كريم».