مع دخول الثورة في ليبيا شهرها الخامس لا يزال تدفق اللاجئين الليبيين على جزيرة جربة متواصل على أشده ليتجاوز عددهم مع نهاية هذا الأسبوع ال10 ألاف لاجئ حسب الإحصائيات الرسمية وقد يتجاوز عددهم الفعلي هذا الرقم بكثير مع وجود مسالك غير شرعية لدخول الأراضي التونسية حسب ما أكدته عدة مصادر مطلعة. وقد استغل بعض اللاجئين النقص الأمني وحالة الفوضى التي تعيشها الجزيرة لممارسة أنشطة سياسية منافية لمبادئ اللجوء أو الدخول في مواجهات دامية فيما بينهم أو مع بعض المواطنين التونسيين فقد تعددت المواجهات وتكررت في أكثر من منطقة في الجزيرة زادت في اضطراب الأمن وعدم الاستقرار الذي تعاني منه الجهة منذ اندلاع الثورة وسببت الفوضى والذعر في نفوس المواطنين. ولعل أبرز هذه المواجهات تلك التي جدت مؤخرا في إحدى مكاتب الإيواء وتوجيه اللاجئين الذي كان يحمل علم الثوار فقد تعرض إلى هجوم عنيف بالأسلحة البيضاء من قبل عناصر موالية للكتائب الحادثة جدت في قلب المنطقة السياحية دون الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المنطقة ولا الظرف الحساس الذي تمر به الجهة. كما يتعمد بعض الليبيين إلى الفوضى والسرعة المفرطة وعدم احترام قانون السير متسببين في عدة حوادث خطيرة بالإضافة إلى هذا الهاجس الأمني تداعيات أخلاقية مشينة رافقت توافد بعض الليبيين على المناطق السياحية بالجزيرة دون أي إحساس بالمسؤولية والشعور بالحس الوطني ففي الوقت الذي تدور فيه رحى الحرب في القطر الليبي قضت فيه على الأخضر واليابس مخلفة ألاف الضحايا بين قتلى وجرحى، ينغمس بعض الليبيين في جربة في الفساد الأخلاقي بحثا عن أهوائهم وملذاتهم من شرب الخمر بطريقة علانية والتردد على الملاهي الليلية وغيرها من مظاهر الانفلات الأخلاقي الذي أصبح مصدر قلق وإزعاج ليس لمتساكني الجزيرة فحسب بل لكامل المناطق المجاورة تصرفات تعتبر غريبة على شعب يعيش فترة حرب مما جعل العديد يتساءلون هل أن هؤلاء هم بالفعل لاجئين أم سياح من الدرجة الأولى؟ نداء إلى الأشقاء الليبيين على اثر ما رافق توافد الأشقاء الليبيين إلى الجزيرة من أحداث أمنية وما أفرزته إقامتهم في جربة من أنماط عيش غير مألوفة تقدم عدد كبير من المواطنين ومن الناشطين في الجمعيات الإنسانية بنداء لإخوانهم الليبيين لمراعاة الخصوصيات الاقتصادية والأخلاقية والأمنية للجهة والأخذ بعين الاعتبار دقة الظرف السياسي الذي يمر به البلدين كما أنهم وضحوا أن تضامن الشعب التونسي ووقفته التاريخية المطلقة إلى جانب الشعب الليبي في محنته أفرادا وجمعيات تعود إلى أصالة وطبيعة المواطن التونسي المتشبع بالقيم الإنسانية والمتمسك بالأخوة الإسلامية لا طمعا في ثروات ليبيا مستقبلا كما اعتقد وصرح بعض الليبيين.