مرّة أخرى نقف مشدوهين أمام ما يجري في الحقل الكروي ونشتمّ رائحة قذرة من طبخة موبوءة عادة ما يكون ضحيتها صغار القوم ممّن لا يهم إن فرحوا (رغم أن أيام الفرح عندهم قليلة) أو إن غضبوا... نحن لم نكن يوما ضد نزول مستقبل قابس أو بقاءه أو عقوبته أو تكريمه أو منحه البطولة والكأس لكننا ضد أن تجعل منه الرابطة أو الجامعة مطيّة تركب عليها لتحقيق هدف منشود منذ البداية مثلما حصل بعد مباراته مع ترجي جرجيس والتي عقبها قرار خطير بسحب نقطة من «الجليزة» ومنح ترجي الجنوب ثلاث نقاط طارت به إلى منطقة آمنة قبل أن يأتي قرار جديد ويقلب الأمور رأسا على عقب بسحب نقطتين من ترجي جرجيس ومنح نقطة التعادل إلى «الجليزة» بما فجّر بركانا من الغضب الساطع في عاصمة الزياتين. الحقيقة المرّة... منذ صدور القرار وجرجيس تغلي غليان المرجل والجمهور سد منافذ المدينة وأغلق شوارعها وأشعل النيران في بعض أماكنها التي كانت قريبة جدا من محطات البنزين بما ينذر بوضع أكثر خطورة في قادم الساعات إذا استمر الحال على ما هو عليه... «الشروق» اتصلت ببعض الجماهير واللاعبين القدامى فجاءت أجوبتهم متناسقة تصبّ كلها في حالة الهيستيريا التي سببها قرار الرابطة بما جعل ترجي الجنوب مهددا رسميا بالنزول خاصة أنه يتحول اليوم إلى القيروان وأضاف أحد المستجوبين قائلا: «العملية واضحة واللعبة جلية وإلا لماذا صدر القرار يوم الاثنين وتحديدا بعد مباراتنا مع النجم التي خضناها بعيدا عن أي ضغط بما جعل أبناء منذر كبيّر يكسبونها بسهولة نسبية... وهذه الحسابات لن تزيدنا إلا كرها وحقدا على كل ما يجري خاصة أن لا شيئا تغيّر بين الأمس واليوم من المحاباة إلى «الأكتاف» وصولا إلى الظلم والقمع وقتل الأمل الساكن في نفوس جماهير هذه الفرق الصغيرة مقارنة بفرق المال والجاه».