بدأ الثوار الليبيون أمس زحفهم نحو العاصمة طرابلس مستولين على بلدات حيوية واستراتيجية فيما تلوح في الأفق بوادر حل سياسي للأزمة الليبية قد يتم التوصل اليه قبل شهر رمضان المعظم. طرابلسأنقرة (وكالات): توافقت المصادر الاعلامية على احراز المعارضة الليبية المسلحة تقدم تجاوز العشرين كيلومترا غرب البلاد الأمر الذي ردت عليه الكتائب الأمنية التابعة للعقيد القذافي بوابل من صواريخ «غراد». وسيطر مقاتلو المعارضة على قرية «القواليش» وفي بعض المصادر «غوالش» الواقعة جنوب شرق العاصمة طرابلس بعد معارك دامت أكثر من ست ساعات مع الكتائب. تدفق وسيطرة وتدفق عشرات العناصر على القرية من نقطة تفتيش انسحبت منها القوات الحكومية وأخذوا يطلقون النار في الهواء احتفالا بالسيطرة عليها. وأوردت مصادر اعلامية ميدانية أن الثوار وصلوا الى خطوط القتال أي القواليش على متن عشرات الشاحنات من طراز «تويوتا» مسلحة بمضادات للطائرات وقاذفات صواريخ يدوية الصنع ودبابات. وأضافت أن عنصرا واحدا من الثوار على الأقل قتل في جبهة القتال. واعتبر محللون ان السيطرة على «القواليش» يهدف الى تطويق العاصمة طرابلس من جهة الجنوب الشرقي وربطه أي الطوق بالحصار الذي بدأ الثوار يفرضونه على طرابلس من جهة الجنوب الغربي والشمال الغربي. حيث شن الثوار صباح أمس هجوما على قوات القذافي المتمركزة على بعد 50 كلم جنوب العاصمة وقال أحد مسؤولي الثوار: كنا ننتظر قبل شن هذا الهجوم موافقة «الأطلسي» ولقد حصلنا عليها هذا الصباح... ولهذا بدأنا هجومنا. ويسعى الثوار الى السيطرة على «بئر الغنم» المعبر الاستراتيجي لطرابلس والاقتراب أكثر من مدينة «غريان» حيث تقع «حاميات الجيش الليبي». وأوردت مصادر متطابقة ان تقدما بنحو 20 كيلومترا سجل غرب مدينة مصراتة. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن قيادة الثوار في مدينة «الدفينة» المشارف الغربية لمدينة مصراتة قولها ان قواتها أحرزت هذا التقدم خلال الليلة قبل الماضية على امتداد جبهة القتال في غرب مصراتة. حل قبل رمضان سياسيا، أعربت انقرة عن أملها في التوصل الى حل سياسي ينهي الصراع الدائر في ليبيا مشيرة الى أن معالجة المشاكل المالية للثوار ستكون في صلب الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال حول ليبيا والمقرر عقده في اسطنبول الشهر الجاري. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الاماراتي عبد الله بن زايد ان بلاده تتطلع الى التوصل لحل سياسي قبل حلول شهر رمضان المعظم الذي يوافق مطلع شهر أوت المقبل. وأضاف أن الخطوات التي يتعين على جميع الأطراف اتخاذها بشأن الوضع الليبي هي وضع حد لاراقة الدماء والبدء في عملية انتقال سياسي. من جهته دعا الوزير الاماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان النظام الليبي الى التحلي بروح التضحية حاثا العقيد الليبي معمر القذافي على أن يظهر للعالم قدرته على بذل التضحيات ان كان الزعيم الفعلي لليبيا.