لا يكاد السودان يخرج من أزمة حتى يواجه أزمات أخرى بدا واضحا أن وراءها أجندة أجنبية الهدف منها ادخال هذا البلد في مربع الاقتتال والاستهداف والعمل على اضعافه. تونس «الشروق»: ولعل ما يجري في ولاية جنوب كردوفان يشكل حلقة من مخطط أجنبي حيث أشعلت انتخابات الوالي بين مرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون ومنافسه من الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو موجة من الصراعات داخل الاقليم وشهدت مدنه هجمات من قبل قوات موالية للجنوبيين على قوات الجيش السوداني تلاها نزوح الآلاف من مواطني المنطقة وسط تواطؤ دولي كشف دون مواربة عن مساع تآمرية تعيد الى الأذهان ما حدث في اقليم دارفور بل وتشرع الباب أمام تدويل الأزمة بذريعة انتهاكات حقوق الانسان... يشار الى أن ولاية جنوب كردوفان تقع في الجزء الجنوبي لولاية شمال كردوفان وهي تعتبر منطقة حدودية لدولة الجنوب الحديثة. وتوجد بالولاية قبائل عدة منها القبائل العربية والافريقية وتمتاز بنسيج اجتماعي قوي. ويعود سبب المشاكل في هذه المنطقة الى الانتخابات التي جرت أخيرا لمنصب والي الولاية والتي فاز بها أحمد بن هارون ممثل المؤتمر الوطني وبنسبة عالية جدا في مواجهة ممثل الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو مما أدى الى عدم اعتراف ممثل الحركة الشعبية بنتيجة الانتخابات على الرغم من أنها كانت مراقبة دوليا واقليميا وشهد الجميع بنزاهتها... اثر ذلك دخلت أجهزة خارجية عبر المنظمات الدولية على خط هذا المشكل ودعمت الموالين للحركة الشعبية في الولاية بالسلاح مما أدى الى حرب استمرت يومين قبل ان تحسم الحكومة الموقف وتعيد الاستقرار الى الولاية... لكن الملفت أن هذه الحادثة التي استفادت منها الحكومة على ما يبدو حيث ان أبناء المنطقة بالحركة الشعبية بدأوا ينسخلون منها وانضموا الى المؤتمر الوطني الحاكم وقد تزامن ذلك مع تحركات للحركة الشعبية لتمهيد الأجواء لموجة اضطرابات داخلية ضمن مخطط يهدف الى اشعال صراع في جنوب كردوفان وقد يمتد الى النيل الأزرق وجبال النوبة بما يفضي الى انهاك الحكومة عسكريا... ومن ثمة اشغالها في صراعات لا تنتهي. ويسود اعتقاد كبير باحتمال امتداد المواجهات العسكرية من جنوب كردوفان لمناطق النيل الأزرق وجبال النوبة في اطار جهود لا تنقطع لتحويل مناطق التماس بين الشمال والجنوب الى قنابل موقوتة كيف تنفجر في وجه حكومة الخرطوم. بل ان هناك من يرى بأن الحركة الشعبية تريد تحقيق حزمة من الأهداف من وراء اشعال الأوضاع في جنوب كردوفان فهي لا تخفي رغبتها في ايجاد تسوية لعدد من المشكلات منها اصباغ الشرعية وتحسين أوضاع حلفائها الشماليين واجبار الحكومة على الاعتراف بالفرع الشمالي للحركة كحزب سياسي وهو أمر حسمته الخرطوم بالرفض. وكان المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة البشير اعتبر أن ما يدور في ولاية جنوب كردوفان تمرد مسلح وخروج على القانون والدولة تقوده الحركة الشعبية بالتخطيط مع قوى أجنبية وبعض قوى المعارضة في الداخل تحقيقا لطموحات أفراد في الحركة الشعبية.