من ألطافك يارب أن برنامج يمين يسار على قناة نسمة تي في يتم بثه في الليل ومن نعمتك يارب أن الشعب التونسي يعرف أن «حديث الليل مدهون بالزبدة» ويعرف أن الراكبين على ثورته هم أصحاب المقاولات الكبرى المختصة في دهن الحديث... ومن ألطافك يارب أن في هذا الشعب أناسا يعرفون جيدا أكبر هذه المقاولات التي تترصد وصول الزبدة إلى فم «الشكوة» لاستغلالها في دهن الحديث مقابل الركوب على كرسي الحكم في اتجاه خزائن زبيدة وهارون الرشيد في قصر الخلافة لايهم السيد يمينا يسارا وبدون علامات مرور المهم هو ذرغبار الركض على العيون إلى أن يصلون. أقسم لكم بأغلظ الأيمان أنني كلما تابعت بث هذا البرنامج إلا وأحسست نفسي متنقلا بين إسبانيا والبرازيل وتونس ربما لأن في البرنامج من «كرّيدي» نسبة إلى «الكريدا» أي صراع الثيران، ومن خوار ونطح وصكّا وركلا ما يحيلني على ساحة قصر الحمراء في آخر أيام زمان الوصل بالاندلس حيث الرهان على صراع الثيران وربما كذلك ما في البرنامج من نقر ونقش للريش ونبش في الزبالة «وسردكة» ما يضعني مباشرة في ساحات الأحياء القصديرية بضواحي برازيليا حيث الكل يتلهى بصراع الديكة وحيث الرهان على «السرادك» وربما أيضا أن مافي البرنامج من ركل وتناطح وكرّ وفرّ وبعبعة ما يعيدني إلى تونس وتحديدا إلى البطائح الشعبية حيث تناطح الأكباش وعليها يتراهن المتراهنون. واعجبي رهاناتنا المصيرية عديدة ومازال فينا من يراهن على صراع الديكة والثيران وتناطح الأكباش عبر نقل مباشر ومعاد على قنواتنا عفوا قنواتهم الفضائية. «يمين يسار» برنامج في ثلاثة أشواط شوط لصراع الثيران . وشوط إثنين على اليمين » شاكر نفسه يقرئكم الثورية، وعلى اليمين شاكر نفسه يقرئكم الزعامة ومابينهما منشط يقرئكم على الدنيا السلام والسلام.