انسلخ جنوب السودان أمس عن الجسد العربي وأصبح دولة مستقلة ذات سيادة هي الأحدث في العالم.. وجرى الاحتفال بميلاد الدولة الجديدة بحضور «رئيس شمال السودان» عمر البشير... جوبا (وكالات): رسميا رأت جمهورية جنوب السودان النور بعد منتصف الليلة قبل الماضية وتولى صباح أمس رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني إيجا إعلان قيام جمهورية جنوب السودان لتصبح أحدث دولة افريقية والعضو رقم 193 في الأممالمتحدة. وبدوره أدى سلفاكير اليمين الدستورية كرئيس لجمهورية السودان. احتفالان في جنوب السودان وجرى الاحتفال بميلاد الدولة الجديدة بحضور عدد من قادة العالم من بينهم ثلاثون زعيما افريقيا والأمين العام للأمم المتحدة ووزير الدفاع الأمريكي الأسبق كولين باول والمندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزانا رايس... وتميز الحفل الرسمي خصوصا بحضور الرئيس السوداني عمر البشير الذي احتفل هو الآخر في كلمة رحب بها باستقلال جنوب السودان داعيا شعب الجنوب إلى نبذ كراهية الشمال. ودعا البشير أيضا إلى إقامة علاقات جوار إيجابية ومراعاة المصالح المشتركة تجاريا واقتصاديا مطالبا بالعمل على حلّ المسائل العالقة واحترام الحدود. ولكن الاحتفال الأكبر في جنوب السودان كان شعبيا وبدأ منذ منتصف الليلة قبل الماضية بقرع أجراس الكنائس ثم باستعراضات راقصة في الشوارع. وعمّت مظاهر البهجة مدينة جوبا حيث سار جنود ومدنيون من بينهم مجموعات من النساء وقد ارتدى بعض «المتظاهرين الراقصين» الأزياء التقليدية. خارطة جديدة وبميلاد جمهورية جنوب السودان تكون الخارطة القارية والاقليمية قد شهدت أكبر تغيير فيها منذ عقود. ولاحظ الخبراء والمحللون أن السودان كان الى غاية أمس الأول أكبر دولة افريقية ودولة عربية هامة. ويتوج استقلال جنوب السودان حسب الجنوبيين مرحلة طويلة من النضال والحرب ولو أن المشاكل بين الجنوبيين والشماليين بدأت مع استقلال السودان ولم تسمح كما كان الحال مع الهند بانقسام فوري على أسس دينية وتقارب مساحة جنوب السودان الجديد مساحة نيجيريا، لكن الدولة الجديدة ليس بها إلا 100 كلم من الطرق المعبدة. ولاحظ خبراء أن الاعترافات الدولية بالدولة الجديدة تتهاطل منذ الليلة قبل الماضية وتحديدا منذ اعتراف الخرطوم مشيرين الى أن دولة جنوب السودان وكذلك دولة الشمال تتمنيان بالتأكيد أن يؤدي هذا التغيير في الخارطة الجغرافية والسياسية الى المزيد من التعاون الاقليمي والقاري.