شهد العالم ميلاد الدولة 193 في جنوب السودان، التي انفصلت عن أكبر بلد عربي إفريقي مساحة. وتم الإعلان الرسمي عن انفصال جنوب السودان بحضور الرئيس السوداني عمر البشير والأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون ورئيسة الدبلوماسية الأوروبية كاثرين أشتون ووزراء خارجية دول أمريكية وأوروبية وآسيوية وعربية. وقال وزير فرنسا إنه سيتجنب الاقتراب من البشير الذي صدرت في حقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية، فيما تمت المراسم باللغتين العربية والإنجليزية. وشرع في استعراض عسكري محتشم، تلاه تداول الخطباء على المنصة الشرفية تحت شمس ملتهبة. ولوحظ من خلال الصور التي بثتها مختلف القنوات، غياب العمران والبنايات، ما أثبت أن مراسم الاحتفال التاريخي بميلاد بلد، تم فعلا في العاصمة جوبا. إذن هي صورة معبرة عما ينتظر سودانيي الجنوب الذين يطمحون إلى بناء بلد. لقد ورث سكان الجنوب السوداني علما ورئيسا بقبعة ودستورا في أربع نسخ ومساحة شاسعة. وكانت الخرطوم وألمانيا والولايات المتحدة أول من اعترف بدولة جنوب السودان الجديدة، تلتها الصين ثم الصحراء الغربية ثم باريس فلندن وطرابلس. وقبل انطلاق المراسم، توقف العداد الإلكتروني الذي نصب بالمناسبة في الساحة التي اختيرت لاحتضان الحفل، غير بعيد عن التمثال العملاق لجون كرانغ، المؤسس التاريخي لجنوب السودان والذي مات في حادث طائرة ثم خلفه سلفا كير. وصعد هذا الأخير بمظلة رعاة البقر وأدى اليمين الدستوري، في حين كانت سيدة في لباس أبيض ترقص تعبيرا عن فرحتها. ورفع شباب الجنوب العلم الإسرائيلي، معبرين هم أيضا عن القطيعة مع البلد الأم. وتحدث البشير مطولا عن مستقبل العلاقات بين البلدين، بينما أعلن سلفا كير العفو عن كل من حملوا السلاح ضد جنوب السودان في وقت سابق. ويقطن في جنوب السودان 26,8 مليون نسمة، معظمهم من قبيلة الدينكة بنسبة 80 بالمائة من الأمية. ويفتقد جنوب السودان للمرافق العمومية والطرقات والمدارس، وتنحصر مداخيله الأساسية في زراعة القطن. كانت السودان الموحدة تصدر 470 ألف برميل يوميا من البترول الموجود بين الشمال والجنوب، من منطقة أبيي تحديدا، التي قد تصبح نقطة خلاف كبير بين البلدين، ما جعل الأممالمتحدة تسرع في إرسال قواتها لضمان الأمن بين الشمال والجنوب يوم الإعلان الرسمي عن ميلاد البلد الجديد