جدّ أمس تصدّع في جسم التحالف الدولي ضد ليبيا، حيث أسقطت باريس شرط اسقاط النظام ورحيل القذافي وعائلته لايقاف الغارات الأطلسية مكتفية بدعوة طرفي الأزمة إلى التفاوض. فيما أكدت مصادر صهيونية رسميّة زيارة مسؤولين ليبيين إلى اسرائيل لفك العزلة عن «نظام القذافي». طرابلس (وكالات): وكشف سيف الاسلام القذافي نجل العقيد الليبي عن وجود مفاوضات جارية بين طرابلس وباريس بشأن الصراع الدائر في ليبيا، الأمر الذي نفته وزارة الخارجية الفرنسية في وقت لاحق. لقاء مع ساركوزي ونقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية عن سيف الاسلام القذافي قوله إن مبعوثي القذافي التقيا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مؤكدا أن الأخير أبلغهما بأن فرنسا أنشأت المجلس الوطني الانتقالي وأنه دون دعمها وأموالها وأسلحتها لما تمكن هذا المجلس من التواجد أصلا. وأضاف أن فرنسا أبلغت طرابلس أنه عند التوصل الى اتفاق مع طرابلس فستقوم باريس بإجبار «الانتقالي» على وقف إطلاق النار مشيرا الى أن المحادثات بشأن مستقبل ليبيا تمرّ أولا بباريس قبل بنغازي. وأردف أن الفرنسيين أبلغونا رسميا بأنهم يريدون تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا بإخراج فرنسي وأن لديهم «قائمة أسماء رجال فرنسا». ووصف سيف الاسلام «بنغازي» بالمقاطعة الفرنسية وسكانها بالخوارج مؤكدا وجود قوات خاصة فرنسية بالجبل الغربي هدفها ومهمتها توجيه الطائرات الفرنسية». وقت التفاوض حان وفي سياق متصل قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إنّ الوقت قد حان ليتفاوض المعارضون الليبيون مع حكومة القذافي. وأضاف أن الصبر نفد إزاء وتيرة التقدم في الصراع قائلا إنه على المعارضين عدم انتظار هزيمة القذافي. وزعم أن هدف باريس مايزال ضرورة تخلي القذافي عن السلطة في نهاية الأمر مضيفا أن موقف المجلس الانتقالي بعيد جدا عن المواقف الأخرى وهناك حاجة ماسة الآن الى الجلوس حول طاولة المفاوضات. وعما إذا كان من الممكن إجراء محادثات إذا لم يتنح القذافي قال لونجيه إن العقيد سيكون في قصره وله لقب مختلف في إشارة الى القبول ببقاء القذافي في ليبيا مع تخليه عن السلطة. واعترف بأن جزءا من الشعب الليبي وليس كله يطالب القذافي بالتنحي. وتطرق الى «فاتورة» العمليات العسكرية ضدّ ليبيا حيث ذكر أنها تجاوزت كلفتها اليوم «27 مليون أورو» على شكل رواتب وحوالي 70 مليون دولار قيمة الذخائر المستخدمة أي 15٪ من الموازنة السنوية المخصّصة للعمليات الخارجية. وفي المقابل عبرت واشنطن عن تمسكها بتنحي القذافي عن السلطة غير أنها استدركت قائلة إن الشعب الليبي هو الذي سيقرّر كيف سيحدث هذا الانتقال. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الى أن واشنطن ستواصل جهودها في اطار حلف شمال الأطلسي لحماية المدنيين من الهجمات معربة عن اعتقادها بأن التحالف سيساعد في تعزيز الضغوطات على القذافي. في اسرائيل...؟ وفي سياق متصل بالدوائر الدولية، قالت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني إن مسؤولين ليبيين زارا اسرائيل مؤخرا والتقيا رئيسة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني والوزير السابق عضو الكنيست مائير شيطريت ومسؤولين صهاينة آخرين بهدف ايجاد دعم صهيوني ودولي للقذافي. ونقلت عن «شيطريت» قوله إن الهدف من زيارة الديبلوماسيين هو إقناع تل أبيب بمساندة طرابلس وإن المندوبين الليبيين ليسا ديبلوماسيين ولكنهما يريدان تغيير صورة ليبيا في أنحاء العالم من أجل استئناف أعمالهما التجارية. وأضاف أن الجميع يعتقد أنه تدور حرب شوارع في ليبيا ولذلك فهم يسعون الى التوضيح أن الاقتصاد يجري كالمعتاد. وبدوره قال عضو الكنيست داني دانون القيادي في حزب الليكود الحاكم إن الديبلوماسيين الليبيين طالبا اللقاء معه بسبب آرائه السياسية وتأييده لمبادرة السلام. وأكد دانون أنه التقى مع الديبلوماسيين الليبيين لمدة ساعة ولا يوجد سبب يمنع اللقاء مع مواطنين ليبيين والحديث يدور عن محادثة وحسب. وقالت مصادر في وزارة الخارجية الصهيونية إن وزارة الداخلية صدقت على منح تأشيرة دخول الليبيين وإن السفارة الاسرائيلية في باريس منحتهما التأشيرة. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني إن المسؤولين أحضرا معهما وسيلة اتصال ممغنطة وتمّ تسليمها الى الجهات الأمنية الصهيونية للتدقيق فيها.