بعد تلك الرباعية التي أمطر بها النادي الصفاقسي شباك النجم الساحلي وإنهائه للموسم الرياضي في المركز الثالث ترسخ الاقتناع في صفوف أحبائه أنه من غير المنطقي أن لا يكون بحوزة النادي العريق سوى سبع بطولات محلية. ما الذي ينقص النادي الرياضي الصفاقسي حتى يحرز بطولة تونس بصفة منتظمة وحتى متتالية بدل الجلوس على مقاعد المنتظرين والمتفرجين؟ حسب اعتقادنا لا شيء ينقص النادي الصفاقسي فالفريق يملك جمهورا لا مثيل له في عشقه ومساندته للونين الأبيض والأسود بدليل أن تاريخ تأسيس أول خلية أحباء ناشطة صلب الفريق تعود الى عام 1950 كما أنه بحوزة النادي حوالي 2267 مشتركا (عام 2011) ومن جهة أخرى يتمتع النادي الصفاقسي بإمكانات مالية محترمة جدا ولديه العديد من رجال الأعمال المستعدّين للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل نجاح الفريق كما أن النادي الصفاقسي تميّز خلال السنوات الأخيرة بسياسته المالية الرشيدة حيث استفاد من العائدات المالية المتأتية من التفريط في عدة لاعبين أفارقة وبحوزة النادي كذلك ما لا يقل عن عشرة مستشهرين في الوقت الراهن هذا فضلا عن المداخيل التي يتحصل عليها الفريق من الأكاديمية التي شيّدها عام 2005. بالاضافة الى الجماهير والامكانيات المادية فإن النادي الصفاقسي يعتبر من أعرق الأندية التونسية إذ تؤكد المعطيات التاريخية أن كرة القدم ظهرت بربوع صفاقس منذ عام 1912 ولكن تأجل تأسيس النادي الصفاقسي الى حدود يوم 28 ماي 1928 (تحت اسم النادي التونسي) وذلك على يد الصحفي زهير العيادي وهو مؤشر آخر يحمل في طياته العديد من المعاني. منجم المواهب ظلّ النادي الصفاقسي أيضا عبر تاريخه الطويل منجما للمواهب الكروية فقد قدم الفريق العديد من الأسماء البارزة للكرة التونسية على غرار حمادي العقربي ومختار ذويب والراحل محمد علي عقيد وسفيان الفقيه واسكندر السويح وفؤاد الدرقاع ورؤوف النجار وسامي الطرابلسي وحاتم الطرابلسي وإلياس بن صالح والناصر البدوي وغيرهم، لذلة نعتقد أن فريق عاصمة الجنوب بحوزته أيضا الطاقات البشرية القادرة على قيادته للتتويج بالبطولات المحلية. لغز محير أصبح النادي الرياضي الصفاقسي خلال السنوات القليلة الماضية لغزا محيرا فهو يبدع ويقنع كلما تعلق الأمر بالمسابقات الدولية حتى أنه أحرز لقب رابطة أ بطال العرب في نسختها الأولى عام 2004 وبلغ نهائي رابطة افريقيا عام 2006 وانهزم بطريقة دراماتيكية أمام الأهلي المصري وهو ما يجعلنا نطرح سؤالا جيدا: هل أن النادي الصفاقسي الذي قارع «جبابرة» إفريقيا ليس بإمكانه الاطاحة بكل الأندية التونسية والظفر بالبطولة المحلية؟ هذا السؤال يجعلنا نبحث عن الأسباب الموضوعية التي حالت دون إحراز النادي الصفاقسي لبطولة بصفة منتظمة وكان أهم ما توصلنا إليه افتقاد النادي الرياضي الصفاقسي الى عنصر الاستمرارية سواء تعلق الأمر بهيئاته المديرة المتعاقبة على رئاسته أو أيضا بالاطارات الفنية التي أشرفت على تدريبه وسنكتفي بالاشارة الى أن الفريق أقدم على تغيير رئيسه في 35 مرة بداية بالسيد زهير العيادي وصولا الى السيد نوفل الزحاف الرئيس الحالي للفريق ولو قمنا بمقارنة بين النادي الصفاقسي والترجي الرياضي صاحب الرصيد الأكبر من البطولات المحلية سنلاحظ أن الترجي غير رئيسه في 17 مناسبة فحسب وبالاضافة الى عدم الاستقرار على مستوى رئاسة النادي فإننا نلاحظ كذلك غياب الاستمرارية الفنية بحكم أن النادي الصفاقسي عرف حوالي 77 مدربا منذ موسم 1947 1948 بداية بتوفيق سلامة وصولا الى نبيل الكوكي. سبب موضوعي آخر ميّز النادي الصفاقسي عن بقية المتنافسين التقليديين على لقب البطولة ويتمثل في عدم انتظام الفريق وهو ما تجسّم في حصول النادي على البطولة في فترات زمنية متباعدة: 1969 1971 1978 1981 1983 1995 2005 وعجز النادي الصفاقسي في الحصول على البطولة بصفة متتالية كما فعل الترجي الرياضي والنجم الساحلي والنادي الافريقي. بعض الأطراف تؤكد كذلك أن النادي الصفاقسي لم يكن بإمكانه التأثير في مجرى الأحداث داخل الجامعة التونسية لكرة القدم وذلك على عكس بقية منافسيه وهو ما يضعف بدوره حظوظ النادي في التتويج بلقب البطولة بحكم أن الفريق لم يستفد من بعض القرارات المعينة الصادرة عن الجامعة. نقطة أخرى خدمت حسب اعتقادنا الترجي والافريقي بصفة خاصة وتتعلق بوجود عدة فرق في العاصمة تنتمي الى الرابطة الأولى (الملعب التونسي مستقبل المرسى نادي حمام الأنف) وهو ما سمح للترجي والافريقي بجمع عدد أكبر من النقاط على عكس النادي الصفاقسي الذي لم يعد بإمكانه الاستفادة من مواجهة تلك الأندية التي كانت موجودة بالرابطة الأولى والتي تنتمي الي مدينة صفاقس مثل «الرالوي» مثلا وهذه المواجهات حسب ما تؤكده الأرقام كثيرا ما كانت تساهم في تعزيز رصيد النادي الصفاقسي من النقاط. مستقبل مشرق كل المؤشرات الحالية تؤكد أن النادي الرياضي الصفاقسي بإمكانه المراهنة علي لقب البطولة المحلية بداية من الموسم القادم وذلك في ظلّ المواهب الكروية التي يزخر بها النادي في الوقت الراهن والتي لا تحتاج حسب اعتقادنا سوى الى التأطير والتوجيه ولا بدّ أن تفاخر جماهير النادي العريق بفريقها الحالي الذي يضم في صفوفه أكثر من ثمانية لاعبين شبان تلقوا تكوينا «صفاقسيا» خالصا على غرار سليم الرباعي (من مواليد 1991) ومحمود بن صالح (1988) وأمين كريشان (1989) وربيع الورغمي (1988) وهاشم عباس (1986) وأمين عباس (1986) وعلي معلول (1990) ووسيم كمون (1989) وللتذكير فحسب نشير الى أن آمال النادي الصفاقسي تحصلوا على لقب بطولة تونس في الموسمين الماضيين (2009 2010) و(2010 2011). تحقيق سامي حماني النادي الصفاقسي: اليحياوي أمام مجلس التأديب مباشرة بعد انتهاء مباراة الأحد الماضي التي جمعت النادي الصفاقسي بالنجم الساحلي دخل الفريق في عطلة تقارب الشهر حيث حدد موعد استئناف التمارين ليوم 5 أوت القادم. الأهم من ذلك هو حرص الهيئة المديرة على تمكينهم من جزء من مستحقاتهم المتعلقة بمرتبات شهر ماي الفارط. كما تم تحديد قائمة اللاعبين المدعوين لاستئناف نشاطهم استعدادا للموسم الجديد وقد تم استثناء اللاعبين الذين لم يحددوا عقودهم أو الذين سيفرط فيهم النادي الصفاقسي نهائيا او في شكل إعارة نذكر منهم على وجه الخصوص كمال زعيم وأوبوكو وهيثم مرابط وحمزة يونس ولاعبين آخرين تكتم مصدرنا عن ذكر أسمائهم على الأقل في الوقت الراهن وقد يصل عدد اللاعبين الذين سيتم إقصاؤهم الى 6 لاعبين. عرض اليحياوي على مجلس التأديب يبدو ان اللاعب القادم من النادي البنزرتي سيف الله اليحياوي لم يتعظ من دروس الماضي وواصل تعنته وعدم احترامه لميثاق النادي ولئن كانت العقوبة في الماضي انزاله الى فريق الآمال فإن ما أقدم عليه هذه المرة مع المعد البدني قد يكلفه غاليا بعدما تقرر عرضه على مجلس التأديب وقد يتم إبعاده نهائيا عن حضيرة النادي وربما ارجاعه الى فريقه الأصلي فضلا عن معاقبته ماديا. حققنا الهدف المرسوم تعليقه عن مسيرة النادي الصفاقسي خلال هذا الموسم أكد رئيس النادي في تصريح خاطف أن الفريق حقق الهدف المرسوم وهو المرتبة الثالثة وخاصة النجاح في تكوين فريق للمستقبل وقد شكر نوفل الزحاف الإطار الفني على العمل الكبير الذي قام به كما شكر الاحباء على وقفتهم الحازمة الى جانب الجمعية وختم بقوله أتمنى أن يكون «الصفاقسية» راضين على ما قمنا به طوال الموسم المنقضي.نورالدين البكوش