القاسم المشترك بين كل العروض التي قدمت بالمسرح البلدي بالعاصمة في اطار ليالي قرطاج هو غياب الجماهير، وعرض بالي فهد العبدالله لم يشذ عن القاعدة حيث قدّم أمام عشرات من المتفرجين. عرض بالي فهد العبدالله قدّم أمس الاول بالمسرح البلدي بالعاصمة أمام جمهور قليل العدد وهو ما يطرح تساؤلات حول وجاهة اختيار هذا الفضاء لاحتضان عروض مهرجان قرطاج. العرض كان تحت عنوان «تحية الى تونس» وتضمن أكثر من 15 لوحة راقصة. يا تونس البداية كانت مع قصيد مسجل يحمل عنوان «يا تونس» وهو تحية الى ثورة 14 جانفي وشهداء الكرامة والحرية، ثم تتالت اللوحات الراقصة المصحوبة إما بمقطوعات موسيقية او بأغاني لبنانية وعراقية وسورية ومصرية وطبعا كانت الدبكة اللبنانية حاضرة بامتياز على امتداد العرض. بالي فهد العبدالله لم يكن مبهرا والحقيقة لم يرتق الى عدة باليهات شاهدناها في تونس وتحديدا في مهرجان قرطاج الدولي على غرار البالي السوري «إنانا» وقبله بالي «كراكلا» اللبناني هذا اضافة الى الباليهات الآسياوية... لكن هذا لا يمنع من الاقرار بأن لهذا البالي عدة نقاط قوة لعل أهمها الأزياء التي كانت ثرية جدا وتنم عن ذوق رفيع واختيار مدروس بدقة متناهية، أيضا لابد من التأكيد على حرفية الراقصات والراقصين، وجمالية الكوريغرافيا. نقاط ضعف واذا كانت هذه نقاط القوة في عرض بالي فهد العبدالله، فإن نقاط ضعف كثيرة تم تسجيلها أولها مدة العرض التي لم تتجاوز الساعة وخمس دقائق (دون احتساب الوقت الضائع) أيضا التسلسل بين مختلف اللوحات الراقصة لم يكن محبكا بالشكل المطلوب في مثل هذه العروض التي من المفروض ان يكون فيها المرور من لوحة الى لوحة أخرى بشكل إنسيابي، فضلا عن بعض الاخلالات التقنية خاصة المتعلقة بالتقنيات الصوتية التي كانت سببا في بتر أكثر من مشهد... هذه الملاحظات لا تقلص في شيء من أهمية هذا العرض الذي يأتي في اطار التبادل الثقافي، ويكفي فخرا هذه المجموعة أنها قبلت المشاركة في تظاهراتنا رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، وفي ظل غياب الموارد المالية على مهرجاناتنا، ونرجو ان نشاهد أعمالا أخرى لهذا البالي في المستقبل القريب بعد ان تستعيد مهرجاناتنا عافيتها. يذكر ان العرض شهد حضور الفنان لطفي بوشناق والسيدة ليليا العبيدي وزيرة المرأة والسيد عبد الوهاب الهاني أمين عام حزب المجد الذي أكد انه من واجب الاحزاب ان تكون حاضرة في المهرجانات لمواجهة العنف وكسر حاجز الخوف.