احتضن المسرح البلدي بالعاصمة البارحة سهرة جديدة من سهرات مهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة و الأربعين بعرض لبالي "صهيل" للفنان اللبناني "فهد العبد الله". و رغم أن حجم المهرجان يغني عن أي تعليق إلا أن المشهد العام أمام المسرح لم يكن يوحي بوجود مهرجان أو حتى سهرة فنية .ورغم أن قاعة المسرح تأسر الحاضر و الناضر بجبروت خاضع لتاريخ هذا المعلم إلا أن الحضور لم يكن في هذا المستوى. و في تمام الساعة التاسعة و النصف ليلا انطلق الحفل بشارة مهرجان قرطاج الدولي ليرفع الستار تحت أضواء خافتة يطل من وراءه صوت لتحية ثورة تونس صانعة الربيع العربي ثم يبدأ الحفل برقصة "اللالا" و هو مشهد لكوكتال يجمع عددا من الأغاني تحمل هذا العنوان و يتواصل العرض بمجموعة من اللوحات وصلت إلى السبعة هي على التوالي : - الورد. - الموشحات. - الماني. - الدبكة. - المشهد الصوفي. - المشهد الشرقي. - الدبكة البعلبكية. في جسد واحد استطاع 29 شابا تقديم مساحة استعراضية مستوحاة من التراث اللبناني وكانت كل لوحة متبوعة بضرب الكف على الكف من قبل الجمهور الذي تحسن حضوره مقارنة ببداية الحفل. العرض الفرجوي الذي أثث مساحة ركح المسرح البلدي كان البارحة بمثابة طائر يجمع بين الموسيقى و الحركة ينتقل بين لبنان و تونس في مساحة غلب عليها صوت دبكة الأقدام تحت أضواء امتزجت بألوان ملابس الراقصين و حركات ارتقت بالجسد إلى لغة الخطاب ليقرأ و يسمع الجمهور كلمات و حوارات و حتى نقاشات برائحة الشرق لتلف أجواء المسرح بألف عنوان وتدق أبواب الحارات الشعبية فيعيش الجمهور لحظات من عادات و تقاليد الماضي البعيد أو القريب. و انتهى العرض ليترك المجال للجمهور ليرد الفعل وقوفا و تصفيقا و تحية لتخلو القاعة و تطفئ أضوائها إلى حين الموعد القادم بتاريخ 15 جويلية الجاري ل"قصر الشوك" العرض المسرحي لنعمان حمدي. و للإشارة فان عرض "صهيل" جمع عددا من الأفراد قام كل واحد منهم بدوره فبالإضافة إلى الراقصين و الراقصات كانت الكوريغرافيا ل"فهد العبد الله" و السينوغرافيا و الأزياء للدكتور "غازي قهوجي" و تنفيذ الأزياء ل"محمد رحال" و الصوت ل"جلال بو عقل" و الإضاءة ل"الياس صوان" و الألحان التراثية للمايسترو "إحسان المنذر" و "سمير كويفاتي" و الإدارة الفنية ل"نعمة بدوي".