وضع العقيد معمر القذافي شروطا للتنحي عن السلطة في البلاد، تسمح لنجله سيف الاسلام بتبوؤ منصب هام في المرحلة القادمة فيما اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الثوار باقتراف انتهاكات لحقوق الانسان. طرابلسعواصم (وكالات): أكّدت مصادر مطّلعة على وجود اتصالات غير رسمية بين نظام القذافي والتحالف الدولي الداعم للمعارضة الليبية المسلحة افضت هذه المحادثات الى اعلان العقيد عن استعداده للتنحي عن السلطة مقابل تنفيذ حزمة من الشروط. وأوردت صحيفة «فايننشال تايمز» أن الشروط تتمثل في بقائه بليبيا واسقاط تهم المحكمة الجنائية الدولية الصادرة ضدّه وضد ابنه سيف الاسلام وصهره رئيس المخابرات المحلية عبد الله السنوسي. وأشارت الى أن من بين أهداف هذه الشروط تأمين مستقبل سياسي معتبر لسيف الاسلام وضمان بقائه في دوائر اتخاذ القرار الليبي. جنوب السودان وفي ذات السياق، أوفد العقيد مبعوثا من الخارجية الليبية الى جنوب السودان للقاء رئيس الجمهورية الوليدة. وأكّد سلفاكير ميارديت تضامنه وتضامن بلاده مع الشعب الليبي في مواجهة حلف «الأطلسي» منددا بالعدوان الذي تشنه دول «الناتو» على الشعب الليبي. وأضاف أنه سيعلن عن هذا الموقف امام مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الايام القليلة القادمة. ميدانيا انسحبت قوات المعارضة المسلحة الليبية من مواقعها في قرية «غوالش» (100 كلم جنوبطرابلس) بعد أن سيطرت عليها الأسبوع الماضي. وأفاد مراسل وكالة «رويترز» بالقرية بأن كتائب العقيد هاجمت الموقع المتقدم لقوات المعارضة وأجبرتها على التراجع من البلدة مشيرا الى أن ذخيرتها نفدت بالكامل. ونقلت «رويترز» عن أحد الثوار قوله ان كتائب القذافي دخلت من البوابة الشرقية للبلدة ووصلت الى طرفها الغربي. وأكدت مصادر اعلامية ميدانية استرداد الثوار للبلدة في وقت لاحق من مساء أمس. اعترافات واتهامات وفي مقابل هذا التراجع العسكري حقق المجلس الانتقالي نصرا سياسيا جديدا بعد اعتراف بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ به كممثل شرعي للشعب الليبي. وقال وزير خارجية بلجيكا ستيفن فاناكير «نريد أن نعلن رغبتنا في تعميق علاقتنا في المجلس الانتقالي أكثر.. ونعترف به رسميا كممثل شرعي للشعب الليبي في المرحلة الانتقالية. من جهتها اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الثوار الليبيين بارتكاب حرائق وأعمال نهب وتجاوزات بحق المدنيين أثناء تقدمهم باتجاه طرابلس. وقالت المنظمة ان التجاوزات حصلت في الشهر الجاري وبعضها حصل في الأسبوع المنصرم مع تقدم الثوار عبر جبل نفوسة، جنوبطرابلس، مشيرة الى أن الثوار وأنصارهم قاموا في أربع مدن سيطروا عليها في جبل نفوسة بإلحاق الأضرار بالممتلكات وإحراق بعض المنازل ونهب أخرى ونهب المستشفيات والمتاجر وضرب أفراد بزعم تأييدهم للقوات الحكومية ونفى المجلس الانتقالي في وقت لاحق من مساء أمس صحة هذه الاتهامات. هيئة قيادة موحدة كما أعلن الثوار الليبيون عن تأسيسهم لهيئة قيادة موحدة بعد 4 أشهر من بدء تحرّكهم العسكري. وقال أحد القياديين الميدانيين ان الجنود السابقين من الجيش الوطني واتحاد القوى الثورية وضعوا تحت قيادة وزير الدفاع جلال الدغيلي. وفي حال تفعيله فإن وضع الثوار والقوات التابعة سابقا للقذافي تحت قيادة موحدة سيسمح لهم بالتقدم نحو طرابلس وتفادي سوء التنسيق الذي بدا واضحا خلال الفترة الأخيرة من القتال.