هاجم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بشراسة نائبه السابق عمر سليمان متهما إياه ب«الكذب» ولم يسلم من «نيران» الرئيس المخلوع حتى رجال الأعمال الذين مثلوا دعامته التجارية خلال فترات حكمه فيما اعتصم عشرات الالاف من المصريين أمس في ميدان التحرير، مطالبين بالقصاص من مبارك و«أزلامه». القاهرة وكالات : وكشفت جريدة «اليوم السابع» المصرية عن تحقيقات أجريت مع الرئيس المصري المخلوع وصف فيها نائبه السابق عمر سليمان ب«الكذاب» وذلك على خلفية اتهامه بالضلوع في عمليات قتل المتظاهرين وترويعهم. نوبة بكاء وتعرض الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك لنوبة بكاء أثناء التحقيقات نتيجة كم الاتهامات الموجهة إليه، بدءًا من قتل المتظاهرين، والفساد المالي، والتربح . وقال: «إنه لا صلة صداقة تجمع بينه وبين حسين سالم رجل الأعمال المصري ، وأن كلام عمر سليمان في هذا الشأن كذب». وأشار نص التحقيق معه إلى أنه بعد انتهائه من نوبة البكاء التي اعترته، سأله المحقق إذا كان يريد أن يضيف شيئًا، فقال له إنه يطلب الإفراج عنه؛ نظرًا لظروفه الصحية وكبر سنه، ولعدم وجود أدلة ضده؛ الأمر الذي قوبل بالرفض. وكان من أهم ما يميز التحقيقات تكذيب مبارك كل التهم الموجهة إليه والرد عليها بكلمة واحدة فقط؛ هي: «محصلش»، بالإضافة إلى تكذيبه كل أقوال رجاله المقربين. وكانت سرعة توجيه المحقق الأسئلة إلى مبارك وكأنها سهام يطلقها عليه، جعلته يصاب بالإرهاق والتعب والبكاء، خاصةً أنه لا يمتلك دلائل ولا وثائق ولا شاهد نفي. البكاء المتواصل لمبارك دفع المحقق إلى إيقاف التحقيقات لمدة نصف ساعة. وخرج المحقق من الغرفة تاركًا مبارك بين أيدي الأطباء المعالجين، في محاولة لإعطائه عقارًا منومًا لإنهاء حالة البكاء المستمرة الناتجة من سوء الحالة النفسية المتزامنة مع ارتفاع ضغط الدم. وتناولت التحقيقات علاقة جمال مبارك بالأوضاع الاقتصادية في مصر وتعيينه ممثلاً للبنك المركزي، لكن مبارك قابل الاتهام بمديح لابنه جمال وقال: «جمال عندما عاد إلى مصر تهافتت على طلبه جهات مصرفية، ووافق على أن يكون ممثلاً للبنك المركزي، وعُيِّن بخبرته ومؤهلاته». وأكد أن شروط ومؤهلات جمال مبارك وخبرته لا الواسطة هي الساند الوحيد له. محاكمة عسكرية من جانبه, طالب أيمن نور المعارض المصري بضرورة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي محاكمة عسكرية وليست مدنية، لأنهما ينتميان لمؤسستين عسكريتين. وحذر نور من أن تتحول ثورة «25 جانفي» إلى انقلاب بسبب تقليص الإنجازات وتراجع المطالب الثورية، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تذهب دماء الشهداء سدى، ولا يمكن أن تختزل الثورة في رحيل رئيس ثم نرى بعدها نفس الوجوه. في غضون ذلك , احتشد بميدان التحرير وسط القاهرة عقب صلاة الجمعة , أمس , قرابة نصف مليون متظاهر، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين بالميادين الرئيسية بعدد من المحافظات المصرية استجابة لدعوة القوى السياسية وقوى الثورة المصرية للخروج بمظاهرة حاشدة تحمل اسم «جمعة الإنذار الأخير». وقام الشباب من «لجنة النظام» بتأمين مداخل ميدان التحرير والتدقيق بهويات الراغبين بالدخول للمشاركة في المظاهرة حيث يتم تفتيشهم خشية تسلل عناصر خارجة عن القانون لإفساد الطابع السلمي للمظاهرة. وطالب المتظاهرون بالقصاص من قتلة المتظاهرين خلال أحداث الثورة المصرية التي بدأت في الخامس والعشرين من جانفي الماضي وعلى رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وبعض الضباط.