فشل اعتصام القصبة 3 أول أمس، وتم إيقاف عشرات من المشاركين فيه ومن الناشطين، لكن الداعين إلى هذا الاعتصام ربحوا المعركة على الموقع فيما خفتت قليلا الأصوات المعارضة للاعتصام. يجب أن نذكر أولا أن البلاغ الذي أصدرته وزارة الداخلية حول رفض التجار لاعتصام القصبة ونشرته في صفحتها على الموقع قد لقي أكثر من ألفي تعليق في ساعات، غير أن أغلب التعاليق تتكون من الشتائم المقذعة والدعوات غير المسؤولة التي لا يمكن نشرها. في المقابل، نجح ناشطون كثيرون على الشبكة في تركيز الانتباه على حادثة إغراق جامع القصبة بالغاز المسيل للدموع والإفراط في استعمال القوة، واقتحام بعض عناصر الأمن لأماكن الصلاة وتضرر العديد من المصلين الذين لا علاقة لهم بالاعتصام أصلا. ومنذ مساء الأمس، تجند عشرات الناشطين على الموقع لنقل تطورات المواجهة مع أعوان الأمن لحظة بلحظة، كما نجحوا في الفصل بين حركة النهضة وتنظيم هذا الاعتصام والرد على من شنوا عليه حملات معارضة وأسسوا صفحات تحت عنوان «ضد اعتصام القصبة3»، وذلك بمساهمة ناشطين من أحزاب وتيارات مختلفة في تغطية الحدث واستنكار الهجوم على المسجد والاعتداء على الصحفيين والناشطين على المواقع الاجتماعية وإيقاف العشرات منهم. كما تم تداول ونشر مقطع فيديو لعون أمن وحيد، يحمل لافتة كتب عليها «يحيا الشعب»، وهو ينظم إلى المعتصمين متوجها إلى ساحة القصبة حيث زملاؤه كانوا جاهزين لرد المتقدمين نحوهم. حظي هذا الرجل بعبارات الشكر والتمجيد وهتافات الكثير من الحاضرين وتم نشر صوره على نطاق واسع رغم ما راج من أنه قد تعرض للإيقاف بعد ذلك. وفي صبيحة الأمس، تجند الناشطون لنشر الأخبار حول الموقوفين الذين لم يعرف عددهم بالضبط، مع الدعوة إلى الاعتصام أمام المقرات الأمنية في بوشوشة احتجاجا على الإيقافات، فيما تداول الصحفيون بكثافة بيان نقابة الصحفيين ونيتها في تقديم قضية عدلية ضد وزارة الداخلية. كما تم تداول أخبار عن قضايا عدلية توجه بها العديد من المحامين والناشطين ضد وزير الداخلية بصفته تلك من أجل الاعتداءات التي طالت الإعلاميين وكذلك من أجل اقتحام المساجد وإطلاق الغاز المسيل للدموع في فضاءات الصلاة. وفي المقابل، لم تقدم مصالح الوزارة ما يؤكد اتهامها لبعض المنحرفين بالتحصن بالمسجد مسلحين بالآلات الحادة، رغم أن الوزارة لا تنقصها الإمكانات لإثبات مثل هذه التهم الخطيرة. بالتوازي مع ذلك، تم تداول أخبار كثيرة عن مسيرات يتم الإعداد لها في صفاقس ويساهم فيها اليسار بكثافة تنادي بإسقاط الحكومة وبإسقاط «هيئة بن عاشور» وخصوصا بتجاوز الخلافات الحزبية والسياسية الضيقة بالنظر إلى وحدة المطالب. كما وردت أخبار عن «تعبئة كبرى» في ولاية سوسة من أمام مقر إتحاد الشغل، وعن قوافل من ولايات أخرى للالتحاق بالقصبة. لقد كتب أحد الزملاء ساخرا صباح الأمس: «صباح الغاز وحكومة الظل والألغاز».